الاردن .. حرف تقليدية ومواقع أثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو
مرت ممالك عربية عديدة في تاريخ الأردن فأغنت تراثه ونوعته. فقد شهد الأردن في تاريخه دولة العمونيين مثلا والتي كانت ربة عمون عاصمتهم ، ودولة المؤابيين في مأدبا والكرك ودولة الأدوميين ومركزها في الطفيلة ، ودولة الأنباط والتي من أهم آثارها البتراء والمصنفة ضمن أهم المواقع الأثرية في العالم .
فالبتراء مدينة أثرية وتاريخية تشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخر، ونظام قنوات المياه القديمة. سُميت أيضا بـ “المدينة الوردية” نسبة لألوان صخورها الملتوية، وبسبب ما تتميز به البتراء يتوجه جزء كبير من جهود اليونسكو في ميدان التراث العالمي إلى حماية هذا الموقع الفريد.
وفي الأردن أيضا قُصر عمرة وهو قصر شيد في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن الميلادي، وكان يستعمل كحصن وكمسكن للخلفاء الأمويين، من أبرز معالم هذا القصر الصغير الجميل قاعة الاستقبال والحمام، وهما مزينان بشكل كثيف بالرسوم التعبيرية.
أما مدينة أم الرصاص فهي مدينة تاريخية تعود إلى العصر الأموي، وقد بدأت كمعسكر حربي روماني وتطورت حتى أصبحت مدينة في العهد البيزنطي. يوجد في المدينة آثارا لستة عشر كنيسة بعضها لا يزال يحتفظ بأرضيات جيدة من الفسيفساء، وقد تم توطيد أركان البرج الناسك بدعم من صندوق اليونسكو للتراث العالمي.
ولا ننسى موقع المغطس (وفقا للديانة المسيحية) هو المكان الذي تعمد به السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. وقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في الثالث من تموز 2015 على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى “موقع المعمودية “بيت عنيا عبر الأردن”.
وعن الصناعات التقليدية والحرفية في الأردن، فهناك الكثير من الحرف التقليدية المنتشرة في الاردن في مقدمتها حرفة النساجين والتي تعتبر من اقدم المهن في العالم. وقد تميزت هذه الحرفة منطقة البلقاء في الأردن بغزل الصوف وكذلك في قرية باعون من قرى عجلون وفي منطقة الكرك حيث تقوم تمتهنه النساء الأردنيات غالبا.
وهناك حرفة صناعة “الحصر”. فقد مارس الانسان هذا النمط من الحرف اليدوية قديما فكان يبني كوخه من عيدان الشجر و أوانيه من عيدان النباتات المختلفة مثل القمح والقصب والخيزران ، وقد وُجد صنف من الحصر يسمى الكركر او الكركي ويصنع من نباتات الحلفا التي تشد الى بعضها بخيوط الكتان ، وتصبغ بألوان مختلفة ، وكانت حصر الكرك مميزة جدا في بلدان المشرق والمغرب.
وتعرف أيضا حرفة “البُسط” في بلاد الشام عموما. فهي من اقدم البلدان التي انتجت البسط والسجاد وكان الانسان القديم قبل اكتشاف النول يربط الخيوط على شجرة، ويجعل في أسفل الخيوط ثقلاً للمحافظة على استقامتها. وقد تطورت هذه الصناعة بعد اكتشاف النول فتعززت مكانتها وزاد جمال تصنيعها لتصبح أشبه بلوحات فنية رائعة التصاميم والألوان.
ومن ضمن الحرف التقليدية المعروفة في الأردن صناعة السيوف والاسلحة التقليدية، حيث اشتهرت هذه الصناعة في منطقة الكرك وفي مؤتة التي اشتهرت سيوفها ( المشرفية ) نسبة الى اشراف مؤتة على بلاد الشام، ولا تزال هذه الصناعة قائمة حتى الآن حيث تزين السيوف والخناجر بالزخارف الغائرة والبارزة ، ولا زالت هذه الحرفة موجودة وتتطور.
هذه بعض من مواقع الاردن الاثرية و بعض من صناعاتها التقليدية فالاردن غني بتراثه و لا يمكن لمقال واحد ان يحيط بما يمتلكه هذا البلد.
إعداد: الصحفية أمل معروف