الحرف اليدوية في العراق

لم يستطيع التطور الصناعي الذي يشهده العالم وكذلك العراق -خلال النصف الثاني من القرن الماضي- القضاء على الصناعات الحرفية البدائية؛ لأسباب عديدة أهمها اعتزاز العراقيين بتراثهم الصناعي وتمسكهم به كرمز لحضارة عمقها آلاف السنين.
تتنوع صناعات العراق الشعبية ومنها:
  1- الصياغة (الذهب والفضة)
من المعروف أن العرب هم أول من اكتشف علم الكيمياء ، حيث ورد اسم الكيمياوي خالد بن زيد بن معاوية (المتوفى عام 85 هـ ) والذي قيل أنه كان أول من قام بإجراء التمارين الكيمياوية ، فهي إذن من أقدم الحرف التي مارسها أجدادنا ودرج الكثير منهم عليها حتى غدت هذه الحرفة احدى حرف العراق الشعبية المتميزة، وقد خضعت أصول هذه المهنة كغيرها إلى عامل التطور نتيجة لعمرها الطويل وانعكس هذا التطور في أسلوب صياغتها وانتشارها في مختلف المدن العراقية.
2- صناعة النسيج والحياكة :
كانت هذه الصناعة معروفة قبل الميلاد بكل تأكيد . وقد اختلف الكثير من العلماء حول موقعها الأول . غير أن اسم مدينة بغداد جاء على لسان الكثير من الرحالة الأجانب التي وطأت أقدامهم أرضها وتجولوا في أزقتها ليروا الكثير من آلات الحياكة (الجومة) اليدوية موزعة هنا وهناك.
ولا تقتصر هذه الصناعة على انتاج البسط والسجاد والاغطية فهي تنتج الثياب ايضا بمختلف اشكالها واسمائها ، عليه فهي تنتج كل ما يفرش ويلبس وما يستعمل كغطاء.
3- صناعة المنسوجات النباتية:
في مناطق العراق الجنوبية، تعتبر النخلة المصدر الرئيسي لهذه الصناعة حيث قال عنها المؤرخ سترابو انها تزود البابليين بجميع احتياجاتهم ماعدا الحبوب. وقد مارس الكثير من شعوب العالم هذه الصناعة كالرومان واليونان وهي تحتل المكانة الاولى في العراق نظرا لكثرة أعداد النخيل فيه. وتصنع منه اغطية الأواني المطبخية، المراوح اليدوية ، الزنابيل ، السلاسل ، البوراي ( جمع بارية ) ، بيوت خزن الحبوب ، وسائط النقل المائية مثل المشاحيف ، الاسرة ، الكراسي وغيرها .
اما المناطق الشمالية، فقد تم اعتماد سيقان سنابل القمح والشعير لصناعة السلال ، الحقائب ، أدوات التزيين وهي جميعا تحتاج دقة في الصنع.


4- الصناعات الفخارية:
تعود فترة صناعة الفخار إلى العصور الحجرية الحديثة فهي تمتد إلى ألاف السنين قبل الميلاد ويمكن مشاهدة أولى نماذجها في خزانات المتحف العراقي ..


5- الصناعات الخشبية :
وهي حرفة قديمة ظهرت الحاجة اليها عندما صتر استقرار الإنسان ضرورة ملحة فتطلبت حياته الجديدة أن يبني البيوت فدخل الخشب في عمل السقوف والأبواب وما إليها. وتدل التقنيات الأثرية على مهارة النجار العراقي القديم من خلال السرير الخشبي المطعم بالأحجار الثمينة من مدينة الوركاء الواقعة جنوب العراق والذي يعود تاريخيه الى عصر جمدة نصر حوالي (2500 ق . م ) والعجلة العائدة إلى عربة الملك أورناشه حوالي (2520 – 2490 ق.م) المصنوعة والمثبتة بالمسامير فهي خير دليل على تفنن أجدادنا في هذا المضمار .

 6- الصناعات الحديدية :
وهي صناعة بدائية توجد في بعض القرى ومناطق الأرياف وتشمل المناجل ، الفؤوس ، والآلات القاطعة كالسكاكين والسيوف ومستلزمات ركوب الخيل وما يستعمل للصيد كالفالة .
 7-الصناعات الجلدية :
لقد جاء ذكر هذه الصناعة على لسان الرحالة الهولندي ( نيجهولت ) الذي زار مدينة بغداد قبل أكثر من قرن حيث قال أن فيها محال يمارس أصحابها صناعة الأحذية والأحزمة وأغماد السيوف والخناجر ومعدات الخيول وغير ذلك، أما الآن فقد تقلصت هذه الأنواع من الصناعة بسبب ظهور الآلة الحديثة .
8- الصناعات النحاسية :
تشير التقنيات الأثرية إلى أن هذه الصناعة كانت موجودة منذ العصور البابلية والآشورية حيث عثر على أوان نحاسية كما ازدهرت هذه الصناعة في القرن الثالث عشر الميلادي في مدينة الموصل بسبب وجود الخامات في منطقة الخابور وتشجيع أسرة زنكي التي حكمت الموصل لها.
9- صناعة القرميد ( الكاشي):
من الصناعات العراقية القديمة ازدهرت في الفترة العباسية وانتشرت فوصلت إلى إيران وبلدان شمال افريقيا وظلت محافظة على أسسها وقواعدها في كل من مدينتي كربلاء والكاظمية حتى الآن .
وهناك صناعات أخرى صغيرة مثل صناعة الحجريات في قرية سكينيا العليا من قضاء سنجار وهي تستخدم للزينة فتنتج أشكال دلال القهوة والشاي وملحقاتها. كما تنفرد مدينة البصرة بإنتاج نوع خاص من الزوارق التي تستخدم في مناطق الأهوار ذات الأسماء العديدة كالمشحوف والطراد وغيرها. كما اشتهرت مدينة كربلاء بالنقش على الخشب ( طبعات ) واستعمالها في عملية طبع الأقمشة وغيرها .

إعداد الصحفية أمل معروف