Tag Archive for: اللاذقية

طالب جامعي يوظف خبراته العلمية في مشروع لتربية النحل

تشهد تربية النحل اهتماماً واسعاً من قبل كثير من المزارعين والمربين، لما تحمله من أهمية اقتصادية وصحية، وهو ما دفع الشاب محمد بيشاني، الطالب في كلية الهندسة الزراعية في اللاذقية لدخول هذا المجال.


بيشاني استعرض تجربته الخاصة في تربية النحل، بقوله “لديّ شغفٌ في تربية النحل منذ الصّغر، ويعود السبب إلى حب الاكتشاف والبحث في أسرار النحل العظيمة وقدرته على تكوين العسل وهذا ما دفعني إلى الاطلاع على طرق تربيته وتغذيته والعناية به، ما أكسبني بعض الخبرة التي أغنيتها بالمتابعة العلمية وصقَلتها بالممارسة العملية من خلال مساعدة والدي الذي شجّعني كثيراً وقدّم لي الدعم المعنوي والمادي ليكون لي مشروعي الخاصّ في تربية النحل (مملكة العسل الطبيعي) وإنتاج العسل بمختلف أنواعه”.

وأوضح الشاب البالغ من العمر 23 عاماً أنه اكتسب الخبرة والمعرفة من المحيطين به وطبقها في حياته العملية لزيادة مهاراته، لافتاً إلى أنه يحاول على الدوام توسيع معارفه ومداركه العلمية والاطلاع على كل ما هو جديد في عالم تربية النحل.

وأضاف أنّ دراسته للهندسة الزراعية تجعله قريباً كثيراً من البحث في عالم النبات وكذلك الحيوان، وتقدّم له ما يحتاجه من المعارف الأكاديمية لتطبيقها في يومياته  الحياتية، موضحاً أنه يحاول الاستفادة من المحيطين علمياً وفكرياً ونظرياً، فما فائدة الدراسة النظرية إنْ لم نقرنها بالتطبيق العملي؟.

وحول أبرز الصعوبات التي تواجهه في تربية النحل، أكد بيشاني أن عالم النحل عالمٌ مفعمٌ بالحياة، “أكتشف أسراره بشغفٍ.. تحكمه القوانين والأنظمة.. كلّ ما فيه منظّم ودقيق، الملكة تعرف مهامّها جيداً، وكذلك حال العاملات والذكور، لا أخطاء ولا تكاسل… أحرص على المتابعة اليومية لأدقّ تفاصيل الخلايا، وتأمين احتياجاتها ومستلزماتها وأدوات عملها، وحمايتها من مختلف العوامل المناخية كالعواصف والتفاوت الحراري سواء في الحرّ أو البرد، وتعدّ هذه من أكثر الصعوبات التي تواجهنا أثناء عملنا، إضافة إلى مداواتها في المرض، وتقويتها في حال الضعف والوهن، كيلا تفنى الخلية وتموت، وهذا كلّه يتطلّب مواظبةً ومتابعة حثيثة دون كلل أو ملل وفي المواسم كافة”.

وتابع “كذلك فإن موضوع النظافة والتعقيم أساسيان لأجل بقاء الخلايا وعدم هلاكها… إضافةً إلى أننا نقوم بنقلها من مكان إلى آخر لجني مختلف الأنواع حسب توزع المواسم في المناطق كافة، من السّهل إلى الجبل، ومن اليانسون إلى حبّة البركة والشوكيات والحمضيات وغيرها كثير…”.

ويلفت الشاب الجامعي السوري إلى أن حبه وشغفه بالنحل، يدفعانه إلى العمل بتفانٍ وإخلاص.

وتطرق بيشاني إلى تكاليف ومستلزمات العناية بالنحل وتربيته، إذ أشار إلى أنه “مكلف نوعاً ما لكنّ المردود جيد نسبياً، لاسيّما أنّ الاتجاه الشعبي اليوم إلى الاستعانة بكل مفردات الطبيعة ومفرزاتها، وخاصة العسل، لما يحتويه من فوائد طبية وغذائية عالية ومتفرّدة، فهو أحد أهم داعمي مناعة الجسم الطبيعية ورافعيها، ويدخل في صناعة كثير من المستحضرات الطبية والتجميلية، وقيمته الغذائية عالية أيضاً بما يحويه من معادن وفيتامينات، ويفيد في معالجة مختلف الأمراض إن لم نقُل كلّها، عدا عن مذاقه الحلو والطيّب”.

وفيما يخص تسويق منتجاته، كشف بيشاني على أنه أنشأ صفحةً خاصة بعمله على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، يعرض فيها صوراً ومنشورات تقدم الفائدة والمعلومة، وكل ما له علاقة بعالم النحل وعسله ومواصفاته، مضيفاً أنه يقوم بصياغة محتواه بقالبٍ محبّب للمتابع، مرفق بصور تجذبه وتشدّه إلى قراءة ما ينشره، وترسم ضحكةً على وجهه مستمتعاً بما يقرأ ويشاهد.

وفي نهاية حديثه، تمنّى الطالب الجامعي النجاح والانتشار لمشروعه الجديد، داعياً الشباب إلى الاعتماد على أنفسهم والبدء بمشروعات خاصة بهم مهما كانت متواضعة وتطوي

رها وتوسيعها لاحقاً، فالشجرة المثمرة تبدأ ببذرة صغيرة، ولابد من المحاولة والأمل حتى تمام النجاح.


المصدر: جريدة الوحدة