من حرفة الكروشيه إلى حرفة إعادة تدوير الأقمشة ..دمج التراث السوري العراقي الفلسطيني

ذكرى علي الثامر .. سيدة مفعمة بالنشاط والطاقة الإيجابية والتفاؤل وحالما تبدأ الحديث معها تشعر بإصرار وتحدي فريد على مواجهة الظروف .. ذكرى سيدة عراقية وصلت سورية منذ عقدين من الزمن تقريباً .. وهي عاشقة للتراث العراقي والسوري والفلسطيني .. حاولت من خلال أعمالها الدمج بين الأقطار الثلاثة في أعمال يدوية متميزة ومنتجات متنوعة.


كانت بداية السيدة الثامر مع زميلات لها ضمن فريق نحلات سورية ثم استقلت كل نحلة و بدأت تعمل لوحدها.

عملت السيدة الثامر بداية على فن الكروشيه وصناعة الاكسسوارات يدوياً وعلى تعليم هذه الحرفة للسيدات ضمن مراكز الإيواء و اتجهت فيما بعد نحو حرفة إعادة تدوير الأقمشة .. هذه الحرفة التي تحمل صوراً من الماضي وذكرياته الدافئة.  إذ كانت جداتنا وأمهاتنا يأتين بالملابس القديمة والشراشف وغيرها ليعدن إنتاج ما يلزم منها للمنزل أو لخياطة تحفة فنية لتزين بها المنزل.

وفي حديثها مع موقع الاتحاد تقول السيدة الثامر “لا يوجد سيدة عربية لا تحب الإبرة والخيط . وكلاهما متوفر لدى الجميع .. لذا، فإن إحياء حرفة إعادة تدوير الأقمشة التي لا تحتاج إلى تكاليف مرهقة للأسرة. وهي في نفس الوقت حرفة عملية نستطيع من خلالها إحياء التراث وإيجاد مورد مالي إضافي للأسرة بعيداً عن تلقي المساعدات”.

وتضيف “ونحن لا نقوم بشراء الأقمشة بل يمكن لأي سيدة تقديم ما لا يلزمها من القماش لديها و نحن نقوم بإعادة تدويره”.

تتطوع السيدة الثامر حالياً لتعليم السيدات في دورات تدريبية مقامة في كل من المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وفي مركز ثقافي كفرسوسة والأمانة السورية للتنمية بالإضافة لدورات تدريبية في جمعية شلل الأطفال الدماغي في حاميش.

وفي دورات التعليم، تركز الثامرعلى المبادئ وتترك للمتدربات حرية العمل كل حسب ذوقه. تقول “أعلم الفتيات فن الكروشيه وهو عمل خيري تطوعي أقوم به انطلاقا من حبي لسورية وعرفاناً مني بالجميل لهذا البلد الذي لم اشعر فيه بالغربة يوماً. أحب أن أدعم سيدات سورية ممن أوضاعهن المعيشية صعبة ليتمكن من كسب لقمة العيش. وأريد من جميع سيدات مجتمعنا أن يسعين ليثبتن للعالم كله أنهن موجودات وقادرات على الاستمرار. فالسيدة العربية بإمكانها أن تعمل وأن تنتج وأن تعتمد على نفسها وهي الأم و الزوجة و الابنة .. إنها نصف المجتمع.

 

وتضيف الثامر “إننا نعمل ونسعى لتطوير هذه الحرفة ونشرها لنثبت أن سورية  بتراثها وحضارتها لا تزال موجودة وكذلك العراق وفلسطين رغم كل الظروف والتحديات التي واجهتنا وتواجهنا”.

وفي أعمالها يبدو واضحاً دمج التراث السوري والفلسطيني والعراقي. إذ تقوم باستخدام ما يتبقى من القماش مع إضافة لمسات فنية لكل قطعة.

تحث السيدة الثامر الجميع على تعلم الحرف اليدوية. فالعمل عليها ممتع وهي تساهم بدعم الاقتصاد عن طريق توفير مصدر دخل إضافي للأسرة. وتتمنى على الجهات الداعمة العمل على استمرارها.


تقرير مصور للصحفية أمل معروف