بساط السماوة.. لوحات فنية عراقية تستلهم الرموز السومرية
تباهت النسوة العراقيات قديماً بأنواع المفروشات والبسط والشفوف في بيوتهن باختلاف المشارب والجذور والعادات، وامتلكت غالبيتهن (الشف) والذي يطلق عليه اسم بساط السماوة، حيث يتم التباهي بنوعيته وثقله وكم الألوان المنسوجة به والايقونات المطرزة بالإبرة وخيط الصوف بعد نسج البساط.
وتقول الباحثة العراقية الفنانة أمل بورتر إن “بساط السماوة يمثل لوحة فنية رائعة حاكتها ونسجتها أنامل نسوة كان أغلبهن غير متعلمات الا أنهن ورثن هذه الحرفة من جداتهن وهن ينسجن اجمل القصص والرموز مع بعضها البعض”.
وأضافت، “هذه اللمسات جعلتني أرسم بساط السماوة وأكرره على أبواب منزلي في بغداد وأعدت رسمه على لوحات عديدة استلهمت جل رموزها التي يصدف أنها سومرية وتغوص في عمق تاريخ بلاد سومر حيث الرموز هي أول الحرف التي قادت السومريين لتكوين أول حرف في العالم”.
وأضافت، “من المؤكد أن النساجات والمطرزات لبساط السماوة هدفهن مادي وهن ينتجن ذلك مقابل أجور الا أن ذلك لا ينفي وجود الحس الفني العالي المتوارث في جيناتهن، حيث إنهن ينقلن رموزا سومرية من عمق التاريخ، وهذا يؤكد أنهن فنانات بالفطرة”.
ومع تقدم التكنلوجيا والانفتاح على السوق العالمية بهتت وتراجعت العديد من الحرف العراقية ومن ضمنها بساط السماوة، الا أن هناك محاولات فردية وجمعية من اجل إعادة هذه الحرفة ومنعها من الاندثار.
وكالات