صناعات سورية التراثية التقليدية طائر الفينيق المتجدد
اشتهرت سوريا بصناعاتها التقليدية منذ اقدم الأزمنة، ومن الصناعات التقليدية السورية تبرز الصناعات النسيجية كالبروكار والدام نسكو والديما والاغباني كذلك الصناعات الخشبية من حفر وتخريم وموازييك وتنزيل العظم وخراطة الخشب والصناعات المعدنية كصناعات النحاس والحديد والذهب إلى جانب الصناعات الزجاجية والجلدية.
وتعد الصناعات النسيجية من الصناعات المميزة في سوريا وتعود إلى ايام الكنعانيين وقد حدثنا عنها الادريسي وابن بطوطة وابو الفداء. وتجدر الاشارة إلى ان محلة حي القميرية بدمشق كانت تعرف بالهند الصغرى لشهرتها بأنوال النسيج التقليدية وحياكته والاتجار به.
كما ان هناك صناعات ترتبط بصناعة النسيج هذه كصناعة الأقمشة التي اشتهرت في حماة كالغزل والكبابة والقصار والصباغة والكي والتلميع.
وكانت الحاجة إلى نشوء الصناعات الخشبية في سوريا سبباً في تطويرها تمشيا مع متطلبات السوق واستخداماتها في مجال الحياة المتجددة الأمر الذي يتطلب المام الصناع بمباديء العلوم الأساسية وخاصة الهندسة والمساحة.. وقد ظهرت أساليب في هذه الصناعة اطلق عليها اسماء الأزمنة التي سادت فيها كالقيصري والاموي والعباسي والفاطمي والايوبي حيث كان لكل من هذه الأساليب مميزات خاصة به سواء في أسلوب العمل أو الوحدات الزخرفية لذلك العمل.
ومن أهم المصنوعات الخشبية التقليدية السورية، الحفر أو النقش، والتخريق أو التخريم، والموازييك الخشبي، و خراطة الخشب، و تنزيل العظم والعاج والصدف والخشب وهي صناعة قديمة جدا لكن الرواج الذي لاقاه الموازييك الخشبي ادى إلى تفنن الصناع وتجديد تنزيل العظم والعاج والصدف بالخشب واستخدام القطع المنجزة كوحدات زخرفية متممة لاعمال الخيط العربي والضفائر الخشبية حيث يعد الموازييك والتنزيل في جميع اشكاله من مفاخر الصناعة السورية التقليدية، والدهان «الاعجمي» وهي صناعة تقليدية رديفة للصناعات الخشبية التقليدية حيث تقوم على تغليف جدران القاعات بحشوات خشبية بأشكال بديعة متناظرة وقد تكون الحشوات مخرمة يوضع خلفها المرايا ثم يطلى الخشب ويزخرف بأزاهير وعروق نباتية ويزين القسم الأعلى من الجدار بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية بشكل متناظر متوازن يحقق التناسق والتوافق.
واستطاعات الصناعات السورية التقليدية التراثية رغم الظروف والحرب التي مرت على البلاد مقاومة الاندثار، وعادت كما طائر الفينيق تنفض غبار الحرب عن ادواتها محاولة الاستمرار بعراقتها كما كانت دائماً.