Tag Archive for: سورية

الخوري: تعاون مشترك بين الشؤون الاجتماعية والاتحاد للاستفادة من الخبرات والطاقات لدعم العملية التنموية

مدير تنمية الريف في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية بهاء الخوري بيّن أنه وضمن برنامج عمل الوزارة في قطاع التنمية الريفية تم اعتماد المنهجية المطورة والتي تهدف إلى تكريس ثقافة توليد الدخل من خلال ريادة الأعمال والمشاريع متناهية الصغر بالاستفادة من المزايا النسبية المحلية (الزراعات والصناعات المحلية، الموارد المادية والبشرية المحلية،..).

وأشار في حديثه إلى موقع الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية و التقليدية، أنه تم استهداف سكان الريف في مناطق تواجد المراكز والوحدات عبر توفير فرص التدريب والتشغيل بشكل مباشر وغير مباشر ولاسيما للسيدات بعد تطوير آليات العمل ومضمون البرامج لتحسين الاستفادة من مخرجاتها لتشمل أوسع شريحة من المستفيدين وبأثر مستدام.

الخوري كشف أنه بلغ عدد المستفيدين 445 مستفيد (إما التشغيل بالمراكز والوحدات أو عن طريق اعطاء منح إنتاجية لتأسيس مشروعهم الخاص، وأنه يتم تأمين مصادر التمويل الخاصة بتأهيل وصيانة وتجهيز مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية عدة مصادر وهي برامج التعاون الدولي لدى الوزارة وموازنات مديريات الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظات (جزء من الموازنات المستقلة للمحافظات بالإضافة الى الحساب مفتوح باسم حساب دعم مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية، كما يتم التعاون مع المجتمع الأهلي بهدف استهداف مناطق جديدة لتقديم الخدمات الاجتماعية المتنوعة على سبيل المثال التعاون مع جمعية بناء المجتمع الإنمائي لتقديم الخدمات الاجتماعية المتنوعة (اجتماعية – صحية – أنشطة ترفيهية) في المركز البديل في منطقة الحيدية بهدف استهداف المنطقة والقرى المجاورة حيث بلغ إجمالي عدد الخدمات المقدمة من المركز خلال الربع الأول والثاني من عام 2022 حوالي /70000/ مستفيد.

وأوضح أنه بلغ عدد الأنشطة المنفّذة في المراكز والوحدات /56/نشاطاً و شملت التدريب المهني والإنتاج والخدمات الصحية والتعليمية ( رياض الأطفال ) وبلغ عدد المستفيدين من خدمات مراكز ووحدات الصناعات الريفية بأنشطتها المختلفة /155000/ مستفيداً خلال النصف الأول من عام 2022.

وبالنسبة إلى أقسام صناعة السجاد اليدوي أوضح الخوري أنه يتبع لكل مركز تنمية ريفية أو وحدة صناعات ريفية مشغل إنتاجي ليس بالضرورة هو مخصص لإنتاج السجاد اليدوي إنما هو مخصص للصناعات الريفية بشكل عام ولكن اعتماد هذه الصناعة سابقاً وهي مستمرة في أغلب الوحدات وخصوصاً في محافظتي طرطوس واللاذقية، وتم تطوير برامج عمل صناعة السجاد اليدوي بحث أصبحت تنتج لوحات جدارية مميزة وتصاميم جديدة تتناسب مع متطلبات السوق.


ونوه الخوري إلى أن أغلب المستفيدين من وحدات الصناعات الريفية هم من النساء الريفيات، إذ تم التوسع في عملية التدريب وبناء قدرات العاملات وتحفيز العناصر الشابة للانضمام للتدريب ومن ثم الانتاج، لافتاً إلى افتتاح عدد من الدورات التدريبية على صناعة السجاد في عدد من المحافظات (طرطوس – ريف دمشق – اللاذقية – السويداء ).


وقال مدير تنمية الريف “بهدف تحقيق الاستقرار الوظيفي ووفر استمرارية اليد العاملة الماهرة في مجال صناعة السجاد اليدوي تم التعاقد مع حوالي /350/ عاملة في صناعة السجاد والاستفادة من خبراتهن وتعزيز إنتاجية المشاغل في خمس محافظات ( ريف دمشق – حماة – طرطوس – اللاذقية – السويداء)”.

ولفت إلى التعاون المشترك بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والاتحاد العربي للأسر المنتجة، حيث يهدف الاتفاق إلى تأطير مجالات التعاون والاستفادة من الخبرات والطاقات والرؤى والمشاريع لدعم العملية التنموية، بما يعزز دور الأسرة المنتجة والعاملين في مجال الصناعات الحرفية والتقليدية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار الخوري إلى أنه تم الافتتاح الرسمي للاتحاد العربي ضمن حفل رسمي برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يوم 7 /2/2021، رافقة إقامة معرض لمنتجات الأسر والمنتجات الحرفية والتقليدية، وتم خلال شهر تموز إقامة معرض لتسويق منتجات الأفراد والأسر المنتجة ضمن 45 مشروعاً صغيراً ومتناهي الصغر في محافظة السويداء .

كما أكد سعي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لتزويد المكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة بمعلومات حول الأسر المنتجة ومنتجاتها على مستوى المحافظات والمناطق السورية، بالإضافة إلى إجراء جولات استطلاعية مشتركة مع الوزارة على بعض مراكز التنمية الريفية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بهدف التعريف على المنتجات الريفية في مراكز التنمية الريفية ووحدات الصناعات الريفية وتحسين جودة هذه المنتجات وتأمين التسويق اللازم لها .


حاوره : RM

من حرفة الكروشيه إلى حرفة إعادة تدوير الأقمشة ..دمج التراث السوري العراقي الفلسطيني

ذكرى علي الثامر .. سيدة مفعمة بالنشاط والطاقة الإيجابية والتفاؤل وحالما تبدأ الحديث معها تشعر بإصرار وتحدي فريد على مواجهة الظروف .. ذكرى سيدة عراقية وصلت سورية منذ عقدين من الزمن تقريباً .. وهي عاشقة للتراث العراقي والسوري والفلسطيني .. حاولت من خلال أعمالها الدمج بين الأقطار الثلاثة في أعمال يدوية متميزة ومنتجات متنوعة.


كانت بداية السيدة الثامر مع زميلات لها ضمن فريق نحلات سورية ثم استقلت كل نحلة و بدأت تعمل لوحدها.

عملت السيدة الثامر بداية على فن الكروشيه وصناعة الاكسسوارات يدوياً وعلى تعليم هذه الحرفة للسيدات ضمن مراكز الإيواء و اتجهت فيما بعد نحو حرفة إعادة تدوير الأقمشة .. هذه الحرفة التي تحمل صوراً من الماضي وذكرياته الدافئة.  إذ كانت جداتنا وأمهاتنا يأتين بالملابس القديمة والشراشف وغيرها ليعدن إنتاج ما يلزم منها للمنزل أو لخياطة تحفة فنية لتزين بها المنزل.

وفي حديثها مع موقع الاتحاد تقول السيدة الثامر “لا يوجد سيدة عربية لا تحب الإبرة والخيط . وكلاهما متوفر لدى الجميع .. لذا، فإن إحياء حرفة إعادة تدوير الأقمشة التي لا تحتاج إلى تكاليف مرهقة للأسرة. وهي في نفس الوقت حرفة عملية نستطيع من خلالها إحياء التراث وإيجاد مورد مالي إضافي للأسرة بعيداً عن تلقي المساعدات”.

وتضيف “ونحن لا نقوم بشراء الأقمشة بل يمكن لأي سيدة تقديم ما لا يلزمها من القماش لديها و نحن نقوم بإعادة تدويره”.

تتطوع السيدة الثامر حالياً لتعليم السيدات في دورات تدريبية مقامة في كل من المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وفي مركز ثقافي كفرسوسة والأمانة السورية للتنمية بالإضافة لدورات تدريبية في جمعية شلل الأطفال الدماغي في حاميش.

وفي دورات التعليم، تركز الثامرعلى المبادئ وتترك للمتدربات حرية العمل كل حسب ذوقه. تقول “أعلم الفتيات فن الكروشيه وهو عمل خيري تطوعي أقوم به انطلاقا من حبي لسورية وعرفاناً مني بالجميل لهذا البلد الذي لم اشعر فيه بالغربة يوماً. أحب أن أدعم سيدات سورية ممن أوضاعهن المعيشية صعبة ليتمكن من كسب لقمة العيش. وأريد من جميع سيدات مجتمعنا أن يسعين ليثبتن للعالم كله أنهن موجودات وقادرات على الاستمرار. فالسيدة العربية بإمكانها أن تعمل وأن تنتج وأن تعتمد على نفسها وهي الأم و الزوجة و الابنة .. إنها نصف المجتمع.

 

وتضيف الثامر “إننا نعمل ونسعى لتطوير هذه الحرفة ونشرها لنثبت أن سورية  بتراثها وحضارتها لا تزال موجودة وكذلك العراق وفلسطين رغم كل الظروف والتحديات التي واجهتنا وتواجهنا”.

وفي أعمالها يبدو واضحاً دمج التراث السوري والفلسطيني والعراقي. إذ تقوم باستخدام ما يتبقى من القماش مع إضافة لمسات فنية لكل قطعة.

تحث السيدة الثامر الجميع على تعلم الحرف اليدوية. فالعمل عليها ممتع وهي تساهم بدعم الاقتصاد عن طريق توفير مصدر دخل إضافي للأسرة. وتتمنى على الجهات الداعمة العمل على استمرارها.


تقرير مصور للصحفية أمل معروف

البروكار الدمشقي أصالة جابت العالم

بقلم : م. آية طحان

يعتبر البروكار الدمشقي من أدق وأفخم الأقمشة على مستوى العالم، إذ ينسج من خيوط الحرير الطبيعي المستخلصة من شرانق دودوة القز. وهو قماش فاخر وسميك ينسج على النول اليدوي وتضاف إليه الخيوط الذهبية والفضية.

وتعرف دمشق بأنها حاضنة هذه الصناعة التي تعتبر من أقدم الصناعات السورية.

أصل التسمية :

سمي البروكار قديماً بـ “الديباج”، فالبروكار كلمة أجنبية البعض يرجع أصلها إلى الفرنسية والبعض الآخر يعيدها إلى الايطالية ومنهم من يعيدها إلى الفارسية والآرمية وهي كلمة مؤلفة من مقطعين:

المقطع الأول : “برو” وتعني الحياكة

والمقطع الثاني: “كار” وتعني المهنة

شهرة واسعة وتاريخ عريق:

اشتهرت سورية بصناعة النسيج نتيجة موقعها الجغرافي المهم الواقع على طريق الحرير التجاري، والذي ربط شرق آسيا بدول العالم حيث كانت القوافل التجارية تنطلق من الصين إلى سورية وصولاً إلى البحر المتوسط ثم دول أوروبا. وساهم هذا الطريق في بناء الكثير من الحضارات العظيمة والتعريف بأبرز صناعاتها ونتاجاتها، الأمر الذي أدى إلى شهرة واسعة للبروكار الدمشقي على مستوى المنطقة والعالم.

ويعود التاريخ مجدداً، ليؤكد عمق وتجذر الحضارة السورية في القدم، فقد عثر في تدمر بعد تنقيبات أثرية على مخابئ من المنسوجات القديمة، وقد وجد أكثر من ألفي قطعة قماش من الحرير نظراً لأن تدمر كانت عقدة ومحطة تجارية على طريق الحرير آنذاك.

اسخدم الحرفيون السوريون الحرير الذي تنتجه بلدة الدريكيش السورية التي اشتهرت بتربية دودة القز، والتي تتغذى على أوراق أشجار التوت. وكان الحير المنتج يرسل إلى حلب لمعالجته وصبغه، ليكون جاهزاً للنسيج في دمشق.

أبدى العثمانيون اهتماماً شديداً بالبروكار السوري كصناعة يدوية عريقة وحاولوا نقلها إلى إسطنبول، لكنهم لم يفلحوا في نشرها هناك.

ولم يقف الأمر عند العثمانيين فقط، ففي فترة الاحتلال الفرنسي اهتم الفرنسيون أيضا بصناعة الحرير السوري واحتكروه لمصانع بلادهم، وأبدت مدينة ليون الفرنسية اهتماماً خاصاً بالحرير السوري، لترسل المهندس الفرنسي فيليب جاكار في زيارة إلى دمشق للاطلاع على النول الدمشقي القديم ورسم تفاصيله بغرض تصميم نولٍ شبيهٍ له في فرنسا مع تطويره إلى الآلة الميكانيكية. وسمي فيما بعد بالجاكار الميكانيكي.

ورغم كل ذلك، لم تفلح فرنسا بسرقة صناعة البروكار السوري الطبيعي، والسبب كما يقول مؤرخون يعود لافتقارها إلى المادة الأولية، ألا وهي الحرير الطبيعي.

نسيج من الحرير الطبيعي:

يحاك البروكار على الأنوال اليدوية ويستغرق وقتاً طويلاً حيث لا ينتج في اليوم الواحد أكثر من ثلاثة أمتار منه. وبما أن البروكار أحد أنفس وأثمن الأقمشة فقد بلغ صيته أرجاء العالم وأصبح لباساً للملوك والأمراء فهو يتميز بنعومة ملمسه إضافة إلى توشيحه بخيوط الذهب والفضة ورسومه النباتية والطيور المرسومة عليه بدقة متناهية، ويمتاز بمنحه البرودة صيفاً والدفء شتاءً.

أشكال وألوان والملمس حرير سوري

تتعدد أنواع وأشكال البروكار فمنها البروكار العادي الذي يصنع من الحرير ويتميز بأنه بروكار ملون، والبروكار المقصب الذي يتم تصنيعه باستخدام الخيوط الذهبية أو الفضية ودور هذه الخيوط في النسيج ينحصر في الرسوم والأشكال التزينية. ولإنجاز التصميم  المطلوب ينفذ على ورق أبيض مقسم إلى مربعات مع التلوين والحسابات ثم ينقل إلى الجاكار ويثبت على النول اليدوي وهي عملية تحتاج لوقت وجهد ودقة.

البروكار السوري يصل أوربا:

وصلت شهرة البروكار نتيجة التفنن في صناعته ونقوشه وخيوطه الذهبية والفضية إلى الغرب الأوربي، ويسميه الأوربيون باسم “دامسكو” نسبة إلى مدينة دمشق كما يعرف في إيطاليا باسم بروكاتلو.

وقد ارتدى البروكار شخصيات شهيرة كالملكة الفرنسية ماري انطوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس السادس عشر، إضافة إلى إليزابيث الثانية ملكة بريطانية التي ارتدت هي أيضاً ثوباً فخماً من البروكار الدمشقي قدمه لها الرئيس السوري شكري القوتلي عام ١٩٤٧ كهدية بمناسبة زفافها، بعد أن اشتراه من معمل المزنر وقام بحياكته المعلم قاسم الأيوبي على نول يدوي قديم وأعيدت الكرة معها عند تنصيبها ملكة بريطانيا عام ١٩٥٢م وهو محفوظ في  أحد متاحف لندن.

كما كان باباوات الفاتيكان مثل يوحنا بولس والبابا بينديكت، من أبرز مقتني البروكار الدمشقي الذي سجل شهرة واسعة في الغرب الأوربي.

أين البروكار اليوم؟

تواجه حرفة حياكة البروكار اليدوي خطر الاندثار بسبب تراجع عدد آلات الحياكة وغلاء كلفة تشغيل النول هذه الأيام، بالإضافة إلى قلة خبرة العاملين في هذه المهنة وصعوبة انتشار وترويج المنتج لاسيما في ظل الأوضاع السورية الراهنة.

ويدعو مربو دودة القز اليوم وصنّاع البروكار، إلى دعم هذه الحرفة خشية تعرضها للاندثار، أسوة بأقمشة أخرى غابت عن الساحة الابداعية بالاضافة إلى تشجيع تربية دودة القز وتأمين المواد الخام النباتية (شجرة التوت) وخصوصاً في الساحل السوري لملائمتها هذه البيئة ومحاولة ادخال هذه الصناعة على المعاهد والمدارس المهنية والصناعية وافتتاح مراكز تعليمية خاصة بها.

ايمان فاكه .. قصة نجاح سيدة سورية

الحرب وما حملته من آثار سلبية كبيرة انعكست على العائلات السورية فزادت من دور المرأة السورية في العمل على تأمين لقمة العيش لأسرتها والحفاظ عليها.

في قرية حيالين في مصياف قصة سيدة اجترحت المستحيل لتضمن حياة كريمة لعائلتها بالحد الأدنى.

تزوجت السيدة “إيمان فاكه” في سن مبكرة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها،   ولكنها كانت تطمح لإكمال تعليمها، فلم يثنها عن ذلك أمومتها لأولادها الثلاث عن النجاح في الشهادة الثانوية ولكنها ومع نمو عائلتها لتصبح أما لستة أطفال إضافة إلى رعاية والد ووالدة زوجها، لم تتمكن من الوصول إلى حلمها بالشهادة الجامعية. وبدلاً عن ذلك عمدت إلى قراءة كتب فن الطبخ الذي تعشقه.

البداية:

بدأت بصناعة الحلويات فتميزت وحازت على شهرة قريتها، فبدأ أهل القرية يطلبون منها تحضير ما يحبونه من أطباق لقاء ثمن بسيط، وسرعان ما تحولت مع ضغط سنوات الحرب الاقتصادية في عام 2014 لإطلاق مشروعها الخاص بتصنيع المنتجات الريفية من ألبان وأجبان ومربيات بأنواعها إضافة لدبس البندورة والفليفلة والرمان إلى جانب المكدوس والبرغل والزهورات المجففة والعصائر المختلفة وغيرها.

ورشة عمل عائلية:

كان زوج السيدة إيمان المدرس المتقاعد خير معين لها في جميع مراحل عملها وحذا حذوه أبناءها الستة. ومع زيادة الطلب على منتجات العائلة، احتاجت السيدة إيمان لمساعدة أبناء قريتها فوفرت بذلك فرص عمل لكثير من الشباب والشابات الذين عملوا لديها لقاء منتجات أو تعلم فنون العمل. بهذه الطريقة تمكنت السيدة إيمان بمشروعها الصغير من إعالة أسرتها وأسر فقيرة في قريتها.

عراقيل:

لاقى المشروع إقبالا من المحيط مما دفع السيدة إيمان إلى العمل على توسيع المشروع.  فعمدت إلى الاعتماد على ما يعرف بالجمعيات مع جيرانها لتتمكن من التمويل. في بداية المشروع كان هذا النوع من التمويل مقبولاً ولكن مع اشتداد الضغط الاقتصادي واستمرار الحرب بات متعذراً على أحد المشاركة.

يحتاج أي مشروع مهما كان صغيراً ليستمر إلى رأس مال وعائلة السيدة فاكه لا تملك من رأس المال سوى فكرة المشروع وتعاون العائلة جميعها لإنجاحه، لذلك اضطررت إلى تنويع العمل بعد أن كانت مهتمة بصناعة الحلويات فقط. وذلك لتتمكن من الإنتاج على مدار العام كي توفر بالتالي نفقات الأسرة وحاجتها من أدنى مستلزمات الاستمرار.

في كل مرحلة من العمل كانت السيدة إيمان تتحدى الظروف وتثبت أنها قادرة على العمل مهما كانت الصعاب. أرضها ذات المساحة الجبلية الصغيرة المزروعة بأشجار الزيتون لا تصلح لزراعة أي محصول آخرـ لذلك فقد عكفت على زيارة سوق الهال لانتقاء ما يلزم وحسب المواسم.

تستمر الحرب بفرض ضغوط مختلفة على هذا المشروع، فمن انقطاع الكهرباء إلى الحاجة لثلاجة كبيرة لحفظ المنتجات إلى مستلزمات أخرى للإنتاج كحاجتها لفرامة خضار وخلاط وغير ذلك، أمر بدا شبه مستحيل، ما جعل غالبية عملها يدوياً وهو ما زاد من عبء العمل ووطأة الإرهاق.

التسويق:

يتم تصريف المنتجات ضمن قرية حيالين و جوارها كونها معروفة وحازت على ثقة المستهلكين هناك. كما استثمرت عائلة السيدة إيمان مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتهم ونجحوا في ذلك نجاحات مقبولة.

الطموح :

تتطلع السيدة إيمان إلى طريقة لتوفير رأسمال سواء عن طريق جهات خاصة أو عامة لتخفيف المعاناة في الوصول إلى هذه المنتجات الريفية وإلى زيادة الانتاج كون المنتجات مرغوبة وتلاقي إقبالاً مما سيزيد من فرص العمل في محيطها الباحث أغلبه عن فرص عمل وهم في غالبيتهم من الأسر المتواضعة الدخل.

تمثل حكاية السيدة إيمان نموذجاً من سيدات مبدعات فضلن البدء من تحت الصفر وعدم الاستكانة للواقع المرير مهما كان مراً.

 

مادة حوارية للصحفية أمل معروف.