Tag Archive for: العراق

صناعة الفخار.. روح التراث العراقي

تمثل الحرف اليدوية معلما من معالم الإبداع التي تتزايد قيمتها عبر العصور لأنها تعكس مشاعر وأحاسيس صانعها التي يجسدها من خلال تشكيلها وزخرفتها مستخدماً أدوات بدائية بسيطة.


وتعتبر صناعة الفخار حرفة قديمة في العراق توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية في العراق لمواكبتها الحضارات الإنسانية منذ الأزل وحتى يومنا هذا.
وتعد صناعة الفخاريات أبرز الموروثات الشعبية في الصناعات اليدوية في العراق، وتشير البحوث التاريخية إلى إن هذه الصناعة ازدهرت في بلاد وادي الرافدين قديما نتيجة توفر مادتها الأولية وهي الطين الخالي من الأملاح لاسيما بعد اختراع دولاب الفخار في موقع تل العبيد قرب مدينة الناصرية جنوبي العراق في أواخر العصر الحجري القديم.


وعثر في مواقع عدة من العراق على أنواع مختلفة من الفخاريات التي صنعها الإنسان بطرق بسيطة لسد احتياجاته المنزلية، وتعتبر هذه الصناعة من الصناعات الحرفية التقليدية القديمة، ولا يوجد تاريخ معين أو ثابت لهذه المهنة، فهي من الحرف الشعبية القديمة جداً، وقد أثبت ذلك ما أشارت إليه الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تم اكتشافها في العديد من المدن الأثرية القديمة، وهي عبارة عن قطع فخارية يرجع تاريخ بعضها إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
وللفخار أنواع وأشكال، ولكل منها مواصفاته وأسماؤه، فمثلا هناك الإبريق الصغير يسمى بلبل، والكبير كراز، والأكبر عسلية، ثم هناك الجرة، والزير وهو مخصص لتخزين ماء الشرب .


وتصنف الفخاريات إلى أنواع مختلفة كما إن استعمالاتها متعددة فمنها (الحب) ويستعمل في حفظ ماء الشرب وتبريده، ويكون على أحجام مختلفة و(البواكة) وهي صغيرة الحجم وتوضع تحت الحِب لخزن الماء المتساقط منه، و(التنكة) وتسمى في البصرة بـ (الشربة) التي تستخدم لشرب الماء و(القوق) وهو خاص بالنواعير، ويستعمل أيضا في الجدران والنوافذ حيث يخفى داخل الجدران والنوافذ لخزن بعض الأشياء فيه. وزاد، كذلك توجد (البستوكة) وتتميز البساتيق على سائر الفخاريات الأخرى بان النصف الأعلى منها مطلي باللون الأزرق وكانت تستعمل في خزن بعض المواد الغذائية بداخلها مثل ألطرشي أو الدبس والدمبك (الطبل)، أما الجرة فقد أهملت صناعتها منذ عهد بعيد.


تعتمد صناعة الأواني الفخارية بشكل أساسي على الطين الأحمر الذي يعرف في العراق باسم “الطين الحر”، أي النقي والذي يستخرج من قعر النهر ويصفى من الشوائب ويضاف إليه خليط “البردي” (سعف النخيل)، ويطلق على عامل الفخار في العراق “الكوّاز”.

بساط السماوة.. لوحات فنية عراقية تستلهم الرموز السومرية

تباهت النسوة العراقيات قديماً بأنواع المفروشات والبسط والشفوف في بيوتهن باختلاف المشارب والجذور والعادات، وامتلكت غالبيتهن (الشف) والذي يطلق عليه اسم بساط السماوة، حيث يتم التباهي بنوعيته وثقله وكم الألوان المنسوجة به والايقونات المطرزة بالإبرة وخيط الصوف بعد نسج البساط.
وتقول الباحثة العراقية الفنانة أمل بورتر إن “بساط السماوة يمثل لوحة فنية رائعة حاكتها ونسجتها أنامل نسوة كان أغلبهن غير متعلمات الا أنهن ورثن هذه الحرفة من جداتهن وهن ينسجن اجمل القصص والرموز مع بعضها البعض”.


وأضافت، “هذه اللمسات جعلتني أرسم بساط السماوة وأكرره على أبواب منزلي في بغداد وأعدت رسمه على لوحات عديدة استلهمت جل رموزها التي يصدف أنها سومرية وتغوص في عمق تاريخ بلاد سومر حيث الرموز هي أول الحرف التي قادت السومريين لتكوين أول حرف في العالم”.
وأضافت، “من المؤكد أن النساجات والمطرزات لبساط السماوة هدفهن مادي وهن ينتجن ذلك مقابل أجور الا أن ذلك لا ينفي وجود الحس الفني العالي المتوارث في جيناتهن، حيث إنهن ينقلن رموزا سومرية من عمق التاريخ، وهذا يؤكد أنهن فنانات بالفطرة”.
ومع تقدم التكنلوجيا والانفتاح على السوق العالمية بهتت وتراجعت العديد من الحرف العراقية ومن ضمنها بساط السماوة، الا أن هناك محاولات فردية وجمعية من اجل إعادة هذه الحرفة ومنعها من الاندثار.
وكالات