المغرب: موطن الصناعة التقليدية الأصيلة والتصميم الرفيع

يمر الثراء الثقافي للمغرب من خلال الحرف التقليدية التي كانت موجودة، منذ بضع سنوات حتى الآن، في نسخة أكثر تصميمًا. يت المغرب أيضا بلد الحرف. في آسفي أو فاس أو زاكورة، تكتشف صناعة الخزف. في ورزازات، يسلط الضوء على صناعة السجاد. مراكش لا تقل أهمية عن سابقاتها من بين الأنشطة الأخرى، صناعة الجلود. يقوم الدباغون بصنع النعال والحقائب وأدوات الصالون. مجموعة من الإبداعات ذات الذوق الرفيع التي تمزج أكثر الابتكارات الجمالية جرأة بطابع تقليدي ساحر.


السجادة أو الزربية المغربية
تقدم لك مدن الرباط وفاس وتطوان مجموعة كبيرة من المنتجات الحرفية المغربية، بما في ذلك السجاد المغربي الأصيل الذي مازالت تحتفي به بعض المدن العتيقة. يتم صنع الزربية باستخدام أنماط أصلية ومتقنة، أحيانًا في الوسط وأحيانًا عند الحواف، مما يضفي انعكاسًا كبيرًا على تصميماتها. ترتبط .قيمة الزربية في المغرب ارتباطًا وثيقًا بعدد العقد والتصاميم التي تتكون منها. ولا يزال من الضروري التمييز بين الزربية العصرية والتقليدية

الملابس التقليدية
.مازالت تستعمل الملابس التقليدية في الحفلات والمناسبات، وهي تعتمد اليوم أسلوبًا مبتكرًا. جرب دون انتظار القفطان المغربي الشهير! النعال، هي أيضا رمز للملابس المغربية الأصيلة. تتجلى هذه الموضة اليوم في تصميم الأزياء وتقديم العديد من المبدعين تصاميم خاصة بنماذج معاصرة

المجوهرات

تزخر مراكش والمناطق المحيطة بها بالمجوهرات البربرية الفاخرة! من بين أشياء أخرى، ستجد هذه المجوهرات في المدينة العتيقة بالقرب من ساحة جامع الفنا. يتم صناعة العديد من المجوهرات الفضية أيضًا في مدن مثل كلميم وأكادير والصويرة وتزنيت أو حتى تارودانت. يصنع الحرفيون مجوهرات من الذهب أو الفضة وتباع في أسواق المدن العتيقة.

السيراميك والفخار
في الرباط، يشهد الفخار على التلاقح العميق بين الثقافة الأمازيغية والأندلسية. كما يفرض السيراميك وجوده. تختلف الأشكال والألوان المستخدمة حسب المناطق: الأنماط الزرقاء في فاس، والنماذج الصفراء في آسفي والأنماط الخضراء في مكناس.

صناعة الحديد التقليدية
ويمكنك اكتشاف تحفا لعمل الحديد المطاوع في مراكش أو فاس أو آسفي: الشموع أو الفوانيس أو المرايا أو أباجورة، كلها إكسسوارات ستضفي رونقا على منزلك. نضرب لك موعدا خاصا مع المنحوتات الخشبية الرائعة في فاس ومراكش وحتى سلا.

صناعة خشب العرعار
في الصويرة، يمكنك الحصول على منتوجات مصنوعة من خشب العرعار، وهو خشب ثمين من الأطلس. منذ قرون، شكل النقش على الخشب تخصصًا حرفيًا مغربيًا فرض مكانه في عالم النقش. يمكنك العثور على منتوجات من خشب العرعار في كل مكان في المغرب.

الجص والزليج
أما بالنسبة لإبداعات الجص، فهي بارزة، من بين أمور أخرى، في الرياض المغربي. إنها عنصر أساسي في المعمار المغربي. يتميز المغرب بفن عريق آخر وهو الزليج. في جميع أنحاء البلاد، ستعثر على هذه الزخارف على المنتوجات التقليدية أو المستخدمة في الإبداعات المبتكرة! ما هي العاصمة المغربية للزليج؟ إنها بلا شك مدينة فاس! قم بشراء العديد من المنتوجات الرائعة في متاجرها النموذجية الصغيرة.


صناعة النحاس
تشتهر مدن فاس ومراكش وتطوان بصناعة المنتوجات النحاسية: الأواني والمصابيح والعديد من الأشياء الأخرى التي تصنع أو تنقش بدقة على النحاس أو الفضة. لقد تفرد الحرفيون المغاربة والمعترف بهم دوليًا على اتقان هذه الحرف وستجد عند زيارتك ابتكارات حديثة منها اليوم.

دباغة الجلود والمصنوعات الجلدية
في المدن القديمة في المغرب، ولا سيما في فاس، تملأ المصنوعات الجلدية الأسواق القادمة من المدابغ القديمة التي تشبه لوحة من الألوان المائية. تشكل دار الدباغ بفاس المكان الأساسي لدباغة جلود الأبقار والماعز والغنم بطريقة تقليدية وجعلها قابلة للتصنيع من معاطف وأحذية وحقائب وغيرها … فهذه تحف من تحف الصناعة التقليدية.


إعداد: MR

الحرف التقليدية في تونس

الحرف و الصناعات التقليدية متجذرة بعمق في التراث التونسي، و قدساهمت في توفير الدخل للكثير من العائلات التي يعمل أفرادها فيها، و شجع اهتمام الدولة التونسية بالحركة السياحية في رفع الطلب على المشغولات اليدوية ما أدى إلى ازدهارها و جعل تونس من أهم البلدان التي حافظت على صناعاتها الحرفية في عالمنا العربي.     


و يُسهم هذا القطاع بنسبة 2% من إجمالي صادرات البلاد و يوفر 10% من فرص العمل سنوياً، حيث تنتشر ورشات الحِرف التقليدية في مختلف المحافظات التونسية و يصل عدد العاملين بها إلى 142 ألف حرفي.

“الشاشية” تاج من الأندلس إلى تونس:

لطالما عرفت تونس بصناعة القبعة الشهيرة التي تصمد بكل وقار وهيبة في وجه الاندثار رغم الصعوبات التي تواجه حرفة توارثها عن الأجداد الأندلسيين وهي “الشاشية“، إحدى أنواع القبعات الرجالية التي تلقى رواجاً ضمن العديد من الدول العربية والإسلامية بألوانٍ مختلفة تعتمد على كل بلد.

ويعود اسم الشاشية إلى كلمة “شاش” وهو الاسم القديم لـ “طشقند” في أوزباكستان، و ظهرت هذه الصناعة مع هجرة الأندلسيين إلى تونس عقب سقوط غرناطة عام 1492.

صناعة الشاشية التونسية:

تعتبر صناعة الشاشية من الفنون الراقية التي تخضع لعادات صارمة إذ يجب على كل من يود احترافها الخضوع لاختبار تُقرّه لجنة مختصة وتُصدّر حوالي 80% من الشواشي التي تنتجها المشاغل الحرفية التونسية إلى ليبيا والجزائر والمغرب والسودان ونيجيريا والشرق الأوسط وآسيا.


و يتمركز حرفيّو الشاشية بسوق الشواشين بتونس، أشهرهم الأمين محمد العباسي الذي أسّس سنة 1945 شركته الخاصة لصناعة الشاشية “مؤسسة محمد العباسي” وهي من أقدم محلات صناعة الشاشية كائنة قرب جامع حمودة باشا بالمدينة العتيقة للعاصمة، حيث تشغّل المؤسسة بصفة مباشرة أو غير مباشرة مئات من الحرفيين في ولايات تونس وأريانة و بنزرت، وتصدر 70 % من إنتاجها المصنوع من الصوف الخالص وذي الجودة العالية إلى بلدان إفريقيا وليبيا، أما باقي الإنتاج فهو موجه إلى السوق المحلية.

 

أنواع الشاشية :

تتنوع الشاشية بحسب مرتديها، فيلبس التونسيون الشاشية الحمراء المميزة لهم وهي جزء من العلم التونسي، فيما هناك الشاشية السوداء التي يرتديها الليبيون، بالإضافة إلى الشاشية النسائية التي تتميز بحلى فضية تتنوع ألوانها على حسب الأذواق، وتقول طرفة منتشرة في أوساط هذه الحرفة إنه إذا ارتدت النساء الشاشية، فاعلم أن ثمنها سيرتفع كثيراً، و القصد منها هو أن رغبة النساء في التسوق ستزيد الطلب على الشاشيات مما سيرفع سعرها.

كما تحتل الشاشية واحداً من أكثر الأمثال الشعبية تداولاً:”شاشية هذا على رأس هذا”، للإشارة إلى التداخل بين الأمور أو الأشخاص في المواقف، كما عرف تقليد سائد في أوساط صانعي الشاشية، حيث يتمتع صاحب ورشة الشاشية بمكانة كبيرة وهيبة موقرة، ويطلق عليه “المعلم”، فـعندما يدخل المعلم إلى المحل، يذهب للجلوس على كرسي بمكان مخصص له ثم يشير إلى معاونه الذي يذهب إلى الحرفيين ليخبرهم بأن المعلم يقول لكم “صباح الخير”، وهنا يبدأون في عملهم.

“الشاشية”معاناة مع عصر الموضة:

مع توجه الأجيال الجديدة إلى الأزياء العصرية، اقتصر ارتداء الشاشيات على كبار السن أو في المناسبات، كما تقلص أعداد المحلات والعمال تقلصلاً كبيراً، رغم أن هذه الحرفة تمكنت من استيعاب 400 ألف عامل في وقت من الأوقات، لكن مثل كل الصناعات اليدوية العربية، ومع الأسف بدأت تتراجع شيئا فشيئاً.


إعداد: آلاء مدحت فهمي

 

السعودية.. تراث يحكي تاريخاً

يتميز التراث الشعبي السعودي بمذاق خاص تمتزج فيه الأصالة بالحداثة، ويفوح منه عبق الماضي وسحر التاريخ. ويعد التراث الشعبي في السعودية أحد ركائز الهوية الوطنية فهو الوعاء الذي تستمد منه العقيدة والتقاليد والقيم الأصيلة واللغة والأفكار، وتندرج تحت التراث الشعبي الفلكلور والاهازيج ، المأكولات الشعبية، الملابس وأدوات الزينة، الأمثال الشعبية، القهوة العربية.

 


هناك العديد من المهارات التي يمتلكها الكثير من مواطني المملكة العربية السعودية، ومن أهم تلك المهارات الحرف اليدوية التي اتخذوها من القدماء ومن التراث والحضارة في شبه الجزيرة العربية، ولا زالت حتى هذه اللحظة يعمل المواطنين بتلك الحرف على الرغم من تقدم التكنولوجيا إلا أن لها رونق خاص .
ومن أهم الصناعات الحرفية التراثية التقليدية، صناعة الفخار، وسفن الصيد ، وصناعة الأخشاب، والحداده، وصناعة البشوت ، والنسيج ، وصناعة الخوص والحلي.


وعلى مستوى المواقع التراثية السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي باليونسكو فتمتلك المملكة ستة مواقع أثرية سجلت في “اليونسكو” منها الحِجر الاثري “العلا”، وحي الطريف بالدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية بمنطقة حائل، وواحة الأحساء، وموقع حمى الأثري .


أما عناصر التراث السعودي المسجلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى «اليونسكو»، فتمتلك المملكة ثمانية عناصر تراثية مسجلة وهي: العرضة السعودية، والمجلس، والقهوة العربية، وفن المزمار، والصقارة، والقط العسيري، والنخلة، وحياكة السدو.


اعداد: M E

تونس .. الحرف التقليدية، هوية حضارية

تعتبر الصّناعات والحرف التقليدية جزءاً من الهوية الحضارية والتراثية في تونس، إذ تمثل عنوان أصالة وانتماء وجسراً للتّواصل بين الحاضر وبين ما تعاقب على البلاد من ثقافات ضاربة في القدم.


وتونس من أهم البلدان التي حافظت على صناعاتها التقليدية والحرفية؛ إذ ظلّت الحرف والصناعات الوطنية متجذرة في عمق التراث التونسي. وساهمت هذه الصناعات والحرف في توفير مصدردخل للكثير من العائلات التي يعمل أفرادها بها. وقد أظهرت دراسة أن قطاع الصناعات الحِرفية يسهم بنسبة 2 % من إجمالي صادرات تونس، ويوفّر 10 % من فرص العمل سنوياً.

ومن أهم الحرف التقليدية المعروفة في تونس:

–   الشاشية (قبعة رجالية):

 

تشتهر تونس بصناعة الشاشية، وهي إحدى أنواع القبعات الرجالية التي تلقى رواجاً في العديد من الدول العربية والإسلامية بألوانها المختلفة حسب كل بلد؛ إذ يرتديها التونسيون باللون الأحمر، فيما يُفضلّها الليبييون باللون الأسود. وتُصدّر تونس حوالي 80 % من الشواشي التي تنتجها المشاغل الحِرفية في تونس.

–   صناعة السجّاد:

 

تشتهر مدينة القيروان التونسية بصناعة السجّاد الذي يمتاز باعتماده على الألوان الطبيعية بعيداً عن استخدام الأصبغة، ويحافظ حرفيو هذه الصنعة على إنتاج السجاد بأساليب يدوية تستخدم فيها أدوات مثل “النول”.

ويُعرف التونسيين ببراعتهم في التعامل مع الصوف، الذي يُصنع منه السجّاد، من حيث تنظيفه وتجفيفه وغزله قبل تحويله إلى خيوط تَصل إلى أيدي لانساء التونسيات اللاتي يقمن بإنتاج السجاد في مشاغل صغيرة حافظت على الطرق التقليدية في حياكة السجاد، أو في بيوتهن.

وتُنتج مشاغل السجّاد التونسية أنواعاً عديدة ومعروفة عالمياً، مثل؛ “المرقوم”، وهو سجاد قصير يمتاز بوبره القصير المزيّن بالزخارف البربرية، و”الكليم” الذي يأخذ شكل المنسوجات الجدارية التي تحاك بألوان عديدة وتحظى بشهرة واسعة.

–   دباغة الجلود:

 

تُعتبر دباغة الجلود من أهم المهن المتوارثة في تونس، حيث تقوم مدابغ الجلود بجمع جلود الحيوانات والماشية والتماسيح والأفاعي ومعالجتها لتصبح أكثر متانة ومرونة، لاستخدامها لاحقاً في العديد من الصناعات الجلدية؛ مثل الأحذية والحقائب الجلدية وحافظات النقود وغيرها من السلع التي يبحث عنها السيّاح القادمون إلى تونس.

–   النحاسة:

 

ظهرت صناعة النُحاس في تونس مع وجود الدولة الحفصية في القرن الثالث عشر، وتُعدُّ من أقدم الصناعات الحِرفية في تونس، ورغم التحديات التي تواجه هذه المهنة، والمتمثلة في شُحّ الموارد وانخفاض أعداد السياح في ظل الظروف العالمية الأخيرة ومنها جائحة كورونا، إلّا أنّها تحافظ على أهميتها بين الصناعات التقليدية التي تصارع للبقاء؛ إذ إن زوّار تونس يحرصون دائماً على التوجّه إلى سوق النحاسين بهدف شراء الهدايا التذكارية.

وغيرها الكثير سجل منها ما يزيد على خمس وسبعين حرفة وصناعة تقليدية.

ولكن يتطلب استمرار الصناعات التقليدية دعماً مستمراً وحثيثاً. إذ يساهم قطاعه، ليس فقط في الحفاظ على موروث تونس الحضاري، بل أيضاً في تنشيط حركة التصدير وإدخال العملة الصعبة إلى البلاد، ويعدّ بذلك محركاً مهماً للعجلة الاقتصادية.


إعداد الصحفية أمل معروف

البحرين.. بين الأصالة والحداثة

 يجمع تراث البحرين بين الدلالات الحضارية في الجزيرة العربية وبين المملكة الحديثة. ويمتد تراثها، من تراث الغوص وقطف اللؤلؤ من أعماق البحار، إلى المجمعات التجارية والأسواق التراثية الجامعة للأصالة والحداثة في آن معاً.


 

تعرف البحرين بقلعتها الأثرية الشهيرة ومتحف البحرين الوطني وغيرها العديد من المتاحف والأماكن الأثرية. وتحرص المملكة على إعادة إحياء حرف ومهارات أوشكت أن تنقرض، وتحافظ عليها كمصدر جديد للدخل، إلى جانب الإبقاء عليها كتراث ثقافي وحضاري. ولا ننسى طبيعة المملكة الجزرية التي جعلت منها مملكة وافرة الشواطئ فتنوعت مناطق الغوص فيها بحثا عن اللؤلؤ. فسعت البحرين للحفاظ على تراثها القديم هذا وتنميته، باعتباره ثروة قومية ومصدراً هاماً للدخل الوطني، وفي هذا السياق، تقدمت البحرين بطلب رسمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) لاعتبار مناطق الغوص موقعاً للتراث العالمي.

وقد تقدمت البحرين سياحياً تقدماً كبيراً في الآونة الأخيرة، إذ حققت إنجازات سياحية كبيرة واهتمت بشكل كبير بالتراث البحريني والآثار والثقافة البحرينية، حيث تعد سياحة الآثار من أهم جوانب السياحة في المملكة، فالبحرين فيها العديد من المواقع التراثية والآثار القديمة، منها: قلعة البحرين، مسجد الخميس، قلعة عراد وغيرها.

إن أحد أهم الآثار الإسلامية في البحرين هو مسجد الخميس الذي  بني في العصر الأموي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز في 692 م. ويتميز بمنارتيه التوأمين، وهناك معلم ديني آخر، وهو معبد باربار الذي يقع في قرية باربار. وقد كان هناك في الواقع ثلاثة معابد باربار في البحرين.

من الصناعات التي اشتهرت بها مملكة البحرين منذ القدم صناعة الفخار التي تدل الأبحاث الأثرية على انتشارها منذ آلاف السنين، وذلك لتوافر المواد الصالحة لهذه الصناعة محلياً. ويمثل تنوّع منتجات الفخار فيها نموذجاً للتطور الذي بلغه الحرفيً البحرينيً الذي تشرّب الصنعة من أجداده.

اشتهرت البحرين قديماً بأنها بلد المليون نخلة، فإنتاجها يدخل في كل الأدوات التقليدية، وعلى سعف النخيل تقوم صناعات متعددة، فمنه تصنع الحصر التي تفرش به أرضية المنازل، وتصنع منه السلال التي تستخدم كأوعية لحفظ حاجيات المنزل، ومنه أيضا تصنع “المهفة”، وهي  مروحة صغيرة تصنع من الخوص على شكل مربع وتنتهي بمقبض، وتصنع منه كذلك السفرة على شكل دائري مزخرفة بألوان جميلة وتستعمل كمفرش لتناول الطعام.

تجتذب البحرين سنوياً أكثر من مليوني زائر. حيث النسبة الأكبر من السياح هم من دول الخليج العربي، ويأتي في المرتبة الأولى السياح السعوديون، والكويتيون ثم العمانيون، فـ الإماراتيين، والقطريين. ويتوافد معظم السياح الأجانب أيضاً من بريطانيا والولايات المتحدة.


مادة خاصة للصحفية : أمل معروف

من حرفة الكروشيه إلى حرفة إعادة تدوير الأقمشة ..دمج التراث السوري العراقي الفلسطيني

ذكرى علي الثامر .. سيدة مفعمة بالنشاط والطاقة الإيجابية والتفاؤل وحالما تبدأ الحديث معها تشعر بإصرار وتحدي فريد على مواجهة الظروف .. ذكرى سيدة عراقية وصلت سورية منذ عقدين من الزمن تقريباً .. وهي عاشقة للتراث العراقي والسوري والفلسطيني .. حاولت من خلال أعمالها الدمج بين الأقطار الثلاثة في أعمال يدوية متميزة ومنتجات متنوعة.


كانت بداية السيدة الثامر مع زميلات لها ضمن فريق نحلات سورية ثم استقلت كل نحلة و بدأت تعمل لوحدها.

عملت السيدة الثامر بداية على فن الكروشيه وصناعة الاكسسوارات يدوياً وعلى تعليم هذه الحرفة للسيدات ضمن مراكز الإيواء و اتجهت فيما بعد نحو حرفة إعادة تدوير الأقمشة .. هذه الحرفة التي تحمل صوراً من الماضي وذكرياته الدافئة.  إذ كانت جداتنا وأمهاتنا يأتين بالملابس القديمة والشراشف وغيرها ليعدن إنتاج ما يلزم منها للمنزل أو لخياطة تحفة فنية لتزين بها المنزل.

وفي حديثها مع موقع الاتحاد تقول السيدة الثامر “لا يوجد سيدة عربية لا تحب الإبرة والخيط . وكلاهما متوفر لدى الجميع .. لذا، فإن إحياء حرفة إعادة تدوير الأقمشة التي لا تحتاج إلى تكاليف مرهقة للأسرة. وهي في نفس الوقت حرفة عملية نستطيع من خلالها إحياء التراث وإيجاد مورد مالي إضافي للأسرة بعيداً عن تلقي المساعدات”.

وتضيف “ونحن لا نقوم بشراء الأقمشة بل يمكن لأي سيدة تقديم ما لا يلزمها من القماش لديها و نحن نقوم بإعادة تدويره”.

تتطوع السيدة الثامر حالياً لتعليم السيدات في دورات تدريبية مقامة في كل من المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وفي مركز ثقافي كفرسوسة والأمانة السورية للتنمية بالإضافة لدورات تدريبية في جمعية شلل الأطفال الدماغي في حاميش.

وفي دورات التعليم، تركز الثامرعلى المبادئ وتترك للمتدربات حرية العمل كل حسب ذوقه. تقول “أعلم الفتيات فن الكروشيه وهو عمل خيري تطوعي أقوم به انطلاقا من حبي لسورية وعرفاناً مني بالجميل لهذا البلد الذي لم اشعر فيه بالغربة يوماً. أحب أن أدعم سيدات سورية ممن أوضاعهن المعيشية صعبة ليتمكن من كسب لقمة العيش. وأريد من جميع سيدات مجتمعنا أن يسعين ليثبتن للعالم كله أنهن موجودات وقادرات على الاستمرار. فالسيدة العربية بإمكانها أن تعمل وأن تنتج وأن تعتمد على نفسها وهي الأم و الزوجة و الابنة .. إنها نصف المجتمع.

 

وتضيف الثامر “إننا نعمل ونسعى لتطوير هذه الحرفة ونشرها لنثبت أن سورية  بتراثها وحضارتها لا تزال موجودة وكذلك العراق وفلسطين رغم كل الظروف والتحديات التي واجهتنا وتواجهنا”.

وفي أعمالها يبدو واضحاً دمج التراث السوري والفلسطيني والعراقي. إذ تقوم باستخدام ما يتبقى من القماش مع إضافة لمسات فنية لكل قطعة.

تحث السيدة الثامر الجميع على تعلم الحرف اليدوية. فالعمل عليها ممتع وهي تساهم بدعم الاقتصاد عن طريق توفير مصدر دخل إضافي للأسرة. وتتمنى على الجهات الداعمة العمل على استمرارها.


تقرير مصور للصحفية أمل معروف

تنبكجي لموقع الاتحاد : أناشد المهاجرين من الحرفيين السوريين بضرورة الحفاظ على موروثنا الثقافي

يحفل تاريخنا بشتى أنواع المهن والحرف التراثية التي تشهد على تاريخ حضاري عريق لمنطقتنا. وتعتبر حرفة تشكيل وتلبيس النحاس واحدة منها. وقد عرفت هذه الحرفة بداية من خلال صناعة الأواني لتتحول لاحقا إلى التحف والثريات واللمبديرات وغيرها من أثاث المنزل إضافة إلى الديكورات.


ولمعرفة المزيد عن هذه الحرفة التقينا السيد عدنان تنبكجي أمين سر مدربين حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية. إذ شارك شيخ الكار تنبكجي في الكثير من المعارض المحلية والدولية منها معارض في تايلاند وإيطاليا والكويت. وحصل على عشرات الجوائز الدولية والمحلية. وهو أحد المصدّرين السوريين للمنتجات الفنية والحرفية اليدوية.

كيف تعرف لنا هذه الحرفة؟

حرفة تشكيل وتلبيس النحاس عمل فني يعتمد على الذائقة الجمالية والحس الفني والإبداعي للحرفي لتشكيل تحف فنية من قطع نحاسية بما يتناسب مع متطلبات السوق ويحافظ على روح التراث. وتعتبر هذه الحرفة من الحرف الصعبة جدا والتي تتطلب صبرا ودقة في العمل.

وتحتاج هذه الحرفة إلى خبرات مختلفة من التخطيط والرسم، إلى تنزيل الذهب والفضة أو معادن أخرى، والتجويف، إضافة إلى صهر النحاس وسكبه في قوالب مختلفة الأشكال.

كيف تقيمون الواقع الحرفي عموما في سورية وحرفتكم خصوصا؟

يعاني واقعنا الحرفي من خطر شديد جداً جداً. إذ تشهد البلاد حالياً حرباً اقتصادية مستعرة  تترافق مع حرب على التراث السوري. فقد كان سجل الحرف في سورية يقارب الـ 150 حرفة بقي منها حوالي الخمسين فقط. حيث اندثر بعضها واختفى البعض الآخر مثل حرفة المقشاتي والقباقيبي لتراجع الإقبال عليها بشكل كبير.

من هنا، أود أن أناشد المهاجرين من الحرفيين السوريين المنتشرين في بلدان مختلفة إلى ضرورة الحفاظ على موروثنا الثقافي فهو أمانة في أعناقنا وهو الذي يرفع قيمة البلد الثقافية والحضارية، أرجو ألا ينسوا أنهم سوريون، إذ يتم تشغيلهم في دول المهجر وتنسب حرفنا للغير هناك. أتمنى عليهم أن يحافظوا على الهوية السورية للحرف التقليدية كأن يعتمد الحرفيون كتابة “صنع بأيد سورية” على منتجاتهم وهذا الحد الأدنى من الوفاء لوطنهم الأم.

كمدرب لحرفة تشكيل وتلبيس النحاس، ما تقييمك لمستوى الإقبال على تعلم هذه الحرفة؟

تلاقي دورات تعليم حرفتنا إقبالاً كبيراً من أعمار متفاوتة عموماً ومن الشابات خصوصاً لأنها تتطلب حساً فنياً ولا تحتاج لمجهود عضلي. وبعد الانتهاء من تعلم هذه الحرفة ينطلق الخريجون والخريجات إلى افتتاح ورشات مصغرة خاصة بهم أو العمل معنا من خلال استلام مواد من ورشتنا للعمل عليها.

دوراتنا قائمة ومستمرة للحفاظ على هذه الحرفة. وقد وعدتنا جهات تعليمية بأن يتم التشبيك بين الحرف والتعليم لضمان استمرار الحرف.

هل تقبل حرفتكم التقليدية التحديث ؟

هناك خطوط حمراء للحفاظ على المبادئ التي تعلمناها في حرفتنا والتي لازلنا ملتزمين بها، ولكننا نواكب التطورات أيضاً. فأنا أحد الحرفيين الذين طوروا اللون النحاسي بإدخال اثنا عشر لوناً جديداً ليتناسب مع كافة الأذواق في مختلف المناطق. ففي إفريقيا مثلا يفضلون لون النحاس الذهبي الفاقع. وفي لبنان يحبون اللون البرونزي وفي الشام يحبون لون النحاس المطفي وفي الساحل السوري يحبون اللون النحاسي الهادئ بدون تعتيق.

نلمس من حديثك عشقك للنحاس؟

أشعر بأن حرفتي هي قطعة من روحي. كان جدي ومن بعده والدي مثلي الأعلى لتعلم هذه الحرفة ومن أجلها درست فن الديكور لأغني حرفتي وأضيف لها. إذ أن تشكيل وتلبيس النحاس من الحرف اليدوية التي تتطلب ذوقاً رفيعاً، فتشكيل المعادن بطريقة فنية جميلة ورسومات متنوعة يحتاج حساً مرهفاً ليحول القطعة النحاسية إلى تحفة فنية رائعة تسرق الألباب، فهي حرفة تمزج بين الفن والجمال والتراث.

ومعدن النحاس هو المعدن الثالث بعد الذهب والفضة من حيث القيمة، فقد كان شراء النحاس أشبه بشراء الذهب قديما لعدم وجود مصارف، وكان القدماء يشترون القطع النحاسية ويبيعونها وقت الحاجة كون ثمن النحاس يزيد ولا ينقص. وهو من أوائل المعادن المستخرجة أساساً.

والنحاس معدن حنون يتجاوب معنا بكل تفاصيله، وفي حرفتي أستطيع أن أدمج الماضي والحاضر لأصل إلى حرفة عصرية ذات جذور موغلة في القدم.

هل هذه الحرفة خاصة بسورية؟

تعرف هذه الحرفة في دول عربية أخرى. ولكنني عندما أشارك في المعارض الداخلية والخارجية، دائماً يكون جناحنا مكتظاً بالزوار الذين يتحلقون حولنا للاستمتاع بكيفية تصنيع القطع. هناك الكثير من الدول التي تعمل بهذه الحرفة ولكن كفاءة حرفيينا ملفتة بالنسبة لتشكيل وتلبيس وتلوين النحاس. يمكنني القول أن حرفيي سورية المختصين بهذه الحرفة مبدعون حقاً.

لقد تشعبت الحرفة ولم تعد مقتصرة على تشكيل وتلبيس النحاس فقط بل أصبحت تضم تشكيل المعدن ودمجه مع الخشب و الرخام والصدف حيث أتت فكرة دمج الصدف بالنحاس بالتعاون مع السيد محمد الكجك شيخ كار في تطعيم الخشب بالصدف وذلك من خلال عملنا معاً في حاضنة دمر المركزية. وكذلك أدخلنا خيوط الفضة عبر النحاس وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً وكلفة باهظة ولكن المنتج النهائي يأتي في غاية الجمال.

ما هي الصعوبات التي تواجه عملكم؟

تتمثل أهم الصعوبات التي نواجهها والتي جاءت كنتيجة حتمية للعقوبات التي فرضت على سورية وانعكست بافتقارنا لأهم مستلزمات عملنا المتمثلة بالكهرباء والوقود. أما ما تبقى فيمكن للسوري إيجاد البدائل دوماً.

كيف تسوقون منتجاتكم؟

أدى تضخم الأسعار إلى ارتفاع  كبير في أسعار المنتجات محلياً وتراجعها خارجياً. ونحن نعمل على الحفاظ على السوق المحلية ونعتمد التسويق الالكتروني خارج سورية. ويساع           دنا في ذلك أن السيدة السورية لا تستغني عن القطع الجميلة والمتميزة في منزلها مهما كانت ظروفها الاقتصادية. إذ يكاد لا يخلو منزل سوري من قطعة نحاسية أو قطعة فنية.

أما التسويق الخارجي، فرغم العقوبات والظروف الصعبة لا يزال هناك طلبات خارجية على منتجاتنا لثقة الزبائن بها ولأن المنتجات اليدوية أضحت نادرة. كما أننا نعتمد التسويق الإلكتروني أيضاً في هذا المجال. وقد دعمتنا وزارة الاقتصاد مشكورة بدورة التصدير الاحترافي لدراسة الأسواق المستهدفة لكل حرفة وآلية التصدير وطرق إبرام العقود والاستغناء عن الوسطاء وكيفية تجنب المخاطر التي يتعرض لها الحرفيون.

أجرت اللقاء الصحفية: أمل معروف

ايمان فاكه .. قصة نجاح سيدة سورية

الحرب وما حملته من آثار سلبية كبيرة انعكست على العائلات السورية فزادت من دور المرأة السورية في العمل على تأمين لقمة العيش لأسرتها والحفاظ عليها.

في قرية حيالين في مصياف قصة سيدة اجترحت المستحيل لتضمن حياة كريمة لعائلتها بالحد الأدنى.

تزوجت السيدة “إيمان فاكه” في سن مبكرة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها،   ولكنها كانت تطمح لإكمال تعليمها، فلم يثنها عن ذلك أمومتها لأولادها الثلاث عن النجاح في الشهادة الثانوية ولكنها ومع نمو عائلتها لتصبح أما لستة أطفال إضافة إلى رعاية والد ووالدة زوجها، لم تتمكن من الوصول إلى حلمها بالشهادة الجامعية. وبدلاً عن ذلك عمدت إلى قراءة كتب فن الطبخ الذي تعشقه.

البداية:

بدأت بصناعة الحلويات فتميزت وحازت على شهرة قريتها، فبدأ أهل القرية يطلبون منها تحضير ما يحبونه من أطباق لقاء ثمن بسيط، وسرعان ما تحولت مع ضغط سنوات الحرب الاقتصادية في عام 2014 لإطلاق مشروعها الخاص بتصنيع المنتجات الريفية من ألبان وأجبان ومربيات بأنواعها إضافة لدبس البندورة والفليفلة والرمان إلى جانب المكدوس والبرغل والزهورات المجففة والعصائر المختلفة وغيرها.

ورشة عمل عائلية:

كان زوج السيدة إيمان المدرس المتقاعد خير معين لها في جميع مراحل عملها وحذا حذوه أبناءها الستة. ومع زيادة الطلب على منتجات العائلة، احتاجت السيدة إيمان لمساعدة أبناء قريتها فوفرت بذلك فرص عمل لكثير من الشباب والشابات الذين عملوا لديها لقاء منتجات أو تعلم فنون العمل. بهذه الطريقة تمكنت السيدة إيمان بمشروعها الصغير من إعالة أسرتها وأسر فقيرة في قريتها.

عراقيل:

لاقى المشروع إقبالا من المحيط مما دفع السيدة إيمان إلى العمل على توسيع المشروع.  فعمدت إلى الاعتماد على ما يعرف بالجمعيات مع جيرانها لتتمكن من التمويل. في بداية المشروع كان هذا النوع من التمويل مقبولاً ولكن مع اشتداد الضغط الاقتصادي واستمرار الحرب بات متعذراً على أحد المشاركة.

يحتاج أي مشروع مهما كان صغيراً ليستمر إلى رأس مال وعائلة السيدة فاكه لا تملك من رأس المال سوى فكرة المشروع وتعاون العائلة جميعها لإنجاحه، لذلك اضطررت إلى تنويع العمل بعد أن كانت مهتمة بصناعة الحلويات فقط. وذلك لتتمكن من الإنتاج على مدار العام كي توفر بالتالي نفقات الأسرة وحاجتها من أدنى مستلزمات الاستمرار.

في كل مرحلة من العمل كانت السيدة إيمان تتحدى الظروف وتثبت أنها قادرة على العمل مهما كانت الصعاب. أرضها ذات المساحة الجبلية الصغيرة المزروعة بأشجار الزيتون لا تصلح لزراعة أي محصول آخرـ لذلك فقد عكفت على زيارة سوق الهال لانتقاء ما يلزم وحسب المواسم.

تستمر الحرب بفرض ضغوط مختلفة على هذا المشروع، فمن انقطاع الكهرباء إلى الحاجة لثلاجة كبيرة لحفظ المنتجات إلى مستلزمات أخرى للإنتاج كحاجتها لفرامة خضار وخلاط وغير ذلك، أمر بدا شبه مستحيل، ما جعل غالبية عملها يدوياً وهو ما زاد من عبء العمل ووطأة الإرهاق.

التسويق:

يتم تصريف المنتجات ضمن قرية حيالين و جوارها كونها معروفة وحازت على ثقة المستهلكين هناك. كما استثمرت عائلة السيدة إيمان مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتهم ونجحوا في ذلك نجاحات مقبولة.

الطموح :

تتطلع السيدة إيمان إلى طريقة لتوفير رأسمال سواء عن طريق جهات خاصة أو عامة لتخفيف المعاناة في الوصول إلى هذه المنتجات الريفية وإلى زيادة الانتاج كون المنتجات مرغوبة وتلاقي إقبالاً مما سيزيد من فرص العمل في محيطها الباحث أغلبه عن فرص عمل وهم في غالبيتهم من الأسر المتواضعة الدخل.

تمثل حكاية السيدة إيمان نموذجاً من سيدات مبدعات فضلن البدء من تحت الصفر وعدم الاستكانة للواقع المرير مهما كان مراً.

 

مادة حوارية للصحفية أمل معروف.