المخترع السوري الياس بريمو .. إنجازات لا تعد ولا تحصى وورشة بدأت عائلية لتصبح فريدة من نوعها
وقفت حائرة من أين أبدأ الحديث مع قامة سورية رفيعة بمستوى المخترع السوري الكبير الأستاذ الياس بريمو. ووجدت صعوبة في تعريف القراء به خوفا من أن أكون مجحفة بحقه. فهو بحر من الإنجازات والاختراعات والمهارات.
الأستاذ الياس بريمو من خريجي سلاح “الطيران السوري” وحاز على شهادة عليا في الميكانيك اختصاص رادار بتفوق. وهو من مؤسسي المكتب العلمي في وزارة الصناعة وله العديد من براءات اختراع مميزة في الطاقة البديلة وتنقية المياه. إنه أول من استخدم الطاقة الشمسية في تسيير مركب مائي، ونجح بذلك. وهو من قال قبل ما يزيد على ثلاثة عقود أن المستقبل للطاقة الشمسية والطاقات البديلة.
في ورشته في قلب العاصمة دمشق، يتلمس الزائر العمل الدؤوب والجدي المجبول بشغف الفضول العلمي وقوة العزيمة والإصرار دون الاكتراث بالمنغصات والعراقيل التي يقول عندما سألناه عنها: “اسألي الكسالى عن العقبات. فالمخلوق كائن خلاق .. نعم .. وعندما يكون خلاقا فإنه يرد الجميل لخالقه. إن المبادرة والإبداع هي للتغيير وعلينا أن نغير والى الأفضل طبعا.”
حاز استاذ بريمو منذ الثمانينات على ثمانية براءات اختراع سورية وعندما تقدم لاحقا لتسجيل ثلاثة براءات سورية عمل عليها مدة ربع قرن لم يهتد إلى المفتاح السحري لدى دائرة الحماية التي استقبلته بفتور. وبالتزامن، صدرت موافقة أوروبـيـة على نـفس المـوضـوع المرفوض وهـو مركب بحري يعمل بالطاقة الشمسية غير أن شروط المنح تصعب هناك.
وعن ورشته الفريدة في تقنيات المياه والطاقة والبيئة وكيف كانت بدايتها قال:
بدأت في منزلي بإنشاء ورشة لزينة الأعياد. وسرعان ما أضفت عليها زوجتي سيسيل صالحاني بصمتها التشكيلية الخاصة وطورت العمل الى صناعة شموع الزينة. وبعد ذلك،وضعت خبرتي كفني طيران وبترول ومخترع لأول مركب في العالم يعمل بالطاقة الشمسية في هذا العمل. وقد استمر عمل الورشة وازدهر وحصلت زوجتي على الشهرة. وتفرع من ورشتنا ورشات. حيث ساعدني كوني مخترع لأول مركب بحري في العالم يعمل بالطاقة الشمسية، والذي لم أتمكن بعد نموذجي الأول الذي نال الشهرة العالمية من بدء إنتاج نماذج أخرى.
ولكن خبرتي المكتسبة ساعدتني لأنتج في منزلي أيضا أجهزة تقطير ماء مخبري. نالت هذه الأجهزة قبولا مما حفزني على تطويرها شكلا ومضمونا. وقد طورت مبدأها من حرارية إلى أوزموزية إلى مبادلات شاردية وذات بصمة محلية وتقنية عالمية متقدمة وذلك بتشجيع من رجل أعمال سوري وهو السيد مطيع عبد الستار القضماني الذي كان يستورد نظيرها فشجعني على صناعتها وخاصة أثناء الحرب. أنتجت ورشتي الصغيرة المئات من هذه الأجهزة ووزعتها على كافة أنحاء القطر وأنتجت أيضا الكثير من قطعها المستوردة مما عزز القيمة المضافة لتصنيعها.
ويتحدث بريمو بحسرة عن عدم انتشار مركبه البحري العامل على الطاقة الشمسية، فيقول:
بعد استضافة مركبي في موانئ الدوحة ونواديها البحرية عام 1983، قامت معظم الشركات بتصنيعه وقد تابعت معظمهم وخاصة المركب السويسري والذي جاب موانئ كوكبنا واكتشفت بمرارة ان الاحتكارات البحرية ترفض هذا المنافس الجديد.
وعن تقنية تحلية مياه البحر في ظل أزمات المياه العالمية، يقول الأستاذ بريمو: لدي ملف من الاختراعات ونماذجها الأولية ومعادلاتها العلمية في تحلية البحر بالطاقة الشمسية المتراكمة والمشحونة في مياه البحر والمحيطات. لقد أضفت عنفات ريحية غير موجودة بعد على مخططات علم طاقة الرياح. وقد اختبرتها بنفق ريحي كلفني الكثير بالرغم من نمنمتها وتصغير حجمها.
وفيما يخص مساهمته خلال أزمة كورونا، ليس خافيا مساهمة ورشة الأستاذ بريمو بمساعدة المستشفيات في سورية خلال أزمة كورونا وفي ظل ما يعرف بـ “قانون قيصر”. حيث أن ورشته حائزة على شهادات امتياز خاضعة لاختبارات مخابر جايكا في مركز البحوث الصناعية معتمدة من كافة الجهات العلمية والمخبرية والبحثية. وخاصة أن زبائن المخابر هي الوحيدة المؤهلة والقادرة على تحليل مدى جودة الماء المخبري. وحديثا صار لديه ورشة جديدة لمعالجة المياه ويمد بريمو يديه مؤكدا استعداده التعاون مع الجميع. لقد وفرت ورشته الصغيرة الماء المقطر المخبري وأجهزة إنتاجه (وهي المصدر الوحيد له) للمستشفيات وعملت على تصليح المنافس بطريقة ذكية رغم تجاهل وزراء الصحة لمشاكل عمل الورشة ومنغصاته .. وقد لبت حاجة البلد وبشكل نوعي باستنباط بدائل قطع محظور دخولها، فنجحت بإضافة مئة جهاز للقطاعين العام والخاص .. وهنا شكر الأستاذ بريمو إدارة بنك الدم التي لبت طلباتهم الاستثنائية وآزرتهم
وعن طموحاته يقول:
نطمح لمستقبل جيد للوطن. وعلى الصعيد الشخصي نأمل شفاء شقيقي المايسترو حسام بريمو وتخرج أحفادنا بالنجاح الذي عهدناه منهم. وهذا كل شيء فنحن نعيش في جو دافئ من حميمية الأهل والأصدقاء في وطننا العزيز الجميل.
وأخيرا وجه الأستاذ بريمو كلمة أخيرة من خلال موقعنا للاتحاد العربي لأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية مؤكدا على أنهم في ورشته قادرون ومن خلال الاتحاد على جعل آلاف المخابر الطبية في الوطن العربي تستغني عن استيراد مكون بنية تحتية هام وذلك بنقل اختراعاتهم في ورشة بريمو لتوطينها في الدول العربية المحتاجة لمثل هذه الأجهزة الضرورية أو شراء أجهزة وتقديمها للدول المحتاجة.
حاورته الصحفية أمل معروف
للاطلاع على مزيد من اختراعات إلياس بريمو يمكنكم زيارة الروابط التالية: