سيف الدين والجعفري يفتتحان المعرض في قلعة دمشق.. معاون وزير الخارجية: قلة هي الاتحادات التي تكاد تقوم بجزء مما قام به الاتحاد العربي للأسر المنتجة


افتتح اليوم وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السوري محمد سيف الدين، ونائب وزير الخارجية والمغتربين السوري بشار الجعفري، ورئيس الاتحاد العربي لدعم الاسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية الأستاذ محمد عبد الباسط القدح، بمشاركة مديري الإقليمية للاتحاد وفعاليات رسمية وأهلية محلية وعربية، يوم أمس معرض الأسر المنتجة على أرض قلعة دمشق.
نائب وزير الخارجية والمغتربين اعتبر في تصرح خاص لموقع الاتحاد أن المؤتمر بحد ذاته رسالة مهمة للجميع سوريين وعرب وأجانب بأن سورية تعافت من أزمتها وهي على طريق استعادة صحتها بالكامل ليس فقط في مجال الصناعات الحرفية والتقليدية والتراثية وإنما في كل المجالات.
ورأى الجعفري أن إقامة المعرض في مكان رمزي كقلعة دمشق يحمل رسالتين في رسالة واحدة، هما الحدث والمكان الذي انعقد فيه المعرض، وأنه يشير إلى مدى جدية الاتحاد العربي للصناعات التقليدية والحرفية في نقل هذه الرسائل لكل من يهمه الأمر، واصفاً المرحلة بمرحلة النجاح.
ونوه بأن قلة هي الاتحادات التي تكاد تقوم بجزء مما قام به الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية.
وأوضح الجعفري أن حضور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وحضوره هو رسالة من الحكومة السورية بأنها تقدر جهد الاتحاد.
وختم الجعفري تصريحه بالقول: “التظاهرة بحد ذاته التي بدأت بالأمس في المؤتمر واليوم بالمعرض وحدها تتكلم عن نفسها، وذلك عبر الحضور العربي الكبير من فروع الاتحاد من 15 دولة، مضيفا: كما أنه دليل على اهتمامنا بالبعد العربي واهتمام البعد العربي بسورية.
وقد جال وزير الشؤون الاجتماعية والعمل برفقة معاون وزير الخارجية والمغتربين السوريان ورئيس اتحاد للأسر المنتجة، على اجنحة المعرض وتحدثوا إلى المشاركين واستمعوا منهم إلى أهمية مشاركتهم وما يقدمه المعرض لهم في مجال التسويق والتعريف بمنتجاتهم.

الحرفي اياد إبراهيم الذي يعمل بحرفة الرسم على الزجاج، بين لموقع الاتحاد أنه هذه المشاركة هي الثالثة له خلال السنتين التي قام خلال المكتب الإقليمي في سورية بمعارض.
إبراهيم وصف المعارض بالناجحة، لكونها تعرف بالحرف السورية، وتتيح عرض إنتاج الاسر التي تعمل في منازلها، منوهاً الى عقد بعض المنتجين خلال المعارض السابقة علاقات في السوق الخارجية.

ريم الدبس مدربة حرفة تعمل بالتعاون مع مكتب الإقليمي للصناعات على تدريب حرفة دهان المينا على الزجاج، موضحة أنها حرفة تاريخية عمرها نحو 3 آلاف سنة وأخر ممارس لحرفة المينا في سورية كان ريس الصراف والذي توفي في خمسينيات القرن العشرين، منوهة بمحاولة إعادة احياء هذه الحرفة.
وأكدت المدربة على أهمية الاتحاد في المساهمة في التعريف والتسويق لمنتجات المهن الحرفية.
الحرفي ماهر بركة يعمل في مجال الدهان الدمشقي من 28 عام، مشيراً إلى أنه يتم تدريب الجيل الشاب على هذه المهنة للمحافظة عليها وبقائها في دمشق ويتم الدريب حالياً لنحو 11 متدرب.
وأشار إلى أن المعرض يسلط الضوء على المهن خاصة في ظل وجود مشاركة إقليمية في المعرض تتيح للمشاركين من خارج البلاد مشاهدة المهن والحرف التقليدية السورية.

رؤساء المكاتب الإقليمية من العاصمة دمشق: استثمارا الموارد وفتح باب الانتساب للاتحاد

ركز اجتماع رؤساء المكاتب الاقليمية مع الامين العام للاتحاد العربي لدعم الأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية حسان ابو عماش، والامين العام المساعد ماهر اليوسف، على الحديث عن التجربة الليبية في افتتاح المكاتب الإقليمية.

وتم الحديث خلال الاجتماع عن الخطط وتطبيقها من قبل المكتب الإقليمي، والذي يعتبر الذراع التنفيذي للمكتب، وتم اقتراح أن يتم تقسم دول الأعضاء إلى مجموعات لسهولة التواصل بين بعضها.
وتناول الاجتماع الصعوبات التي تواجه عمل المكاتب الإقليمية وأهمها الحصول على التراخيص، مع التنويه إلى أن افتتاح المكتب الإقليمي هو البداية الفعلية للعمل.

وتم الحديث عن كيفية استثمار موارد المكتب الإقليمي، وإمكانية فتح باب الانتساب أمام الراغبين.
وانتهى الاجتماع إلى التشديد على ضرورة التقيد بآلية المراسلات ومنع التواصل مباشرة مع رئيس الاتحاد إلا عن طريق الأمانة العامة.
حضر الاجتماع الذي عقد اليوم رؤساء المكاتب الاقليمية في العراق وليبيا واليمن وتونس والجزائر والصومال، إضافة إلى الامين العام للإعلام والتخطيط لور خضور.

تراث العراق .. فريد من نوعه

يُعرف العراق منذ القدم بأنه مهد الحضارة. وقد أغنى تنوع شعبه العرقي والديني تراثه الثقافي المتميز. فالعراق موطن لأكثر من 10000 موقع تراث ثقافي، بدءا من مدن سومر التي يبلغ عمرها 5500 عام (حيث يتم الحفاظ على أدلة من أقدم الكتابات في العالم) إلى البقايا الأثرية للأكادية والبابلية. والثقافات الآشورية والبارثية والعباسية. ولا تنتهي فكرة أن العراق مهد الحضارة بالفترات المذكورة بل تستمر حتى الوقت الحاضر رغم تقلباتها.
كنوز أثرية

لقد تركت الحضارات العراقية كنوزاً أثرية لا حصر لها، إذ إن حضارة الوركا، وهي من المدن العراقية الضاربة في القدم، يرجع زمن تأسيسها إلى الألف الخامس قبل الميلاد، تركت “مسلة الإله لاما” وهي نصب من رخام أبيض فيه صورة منحونة لـ”الإلهة لاما” منقوش عليها بكتابات مسمارية.
أما مدينة النمرود التي تقع إلى الجنوب الشرقي من محافظة الموصل، فتُعد من المراكز الحضارية المهمة للإمبراطوية الآشورية واتخذها الآشوريون مركزاً لحكمهم منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وتركت هذه الحضارة معالم أثرية مهمة مثل معبد عشتار وزقورة نمرود ومعبد نابو. كذلك مدينة أور وهي الحاضرة السومرية التي ذاع صيتها في مختلف المراحل التاريخية في الجنوب الغربي لمدينة الناصرية، فأبرز معالمها هي زقورتها. وقد بلغ الفن العراقي ذروته في هذه المرحلة في النحت وصناعة الذهب وصناعة الأختام والقصور والمعابد وتقدم فن التعدين وسبك وصب المعادن والصياغة.
أما مدينة نفر (نيبور) في محافظة الديوانية فيعود تاريخها إلى أكثر من 7000 سنة ق.م، فكانت العاصمة الدينية للسومريين والبابليين، وخلفت لنا تراثاً مهماً في مجال الزراعة، إذ احتوت على أقدم المعلومات حول الزراعة والري، وقد دوِّنت المعلومات على رقيم طيني، وتُعد أقدم تقويم معروف في تاريخ الحضارة عن الأساليب الفنية للسقي والزراعة المتبعة في تلك الأزمنة القديمة.
نهب وتدمير ممنهج
أحال تنظيم داعش الإرهابي الكثير من مواقع التراث الثقافي في المناطق التي كان يسيطر عليها إلى حطام. وفي عام 2014 أقدم التنظيم على تهريب آثار تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات. وحطم تماثيل ومجسمات أثرية في متحف الموصل بمحافظة نينوى، كما نهب القطع النفيسة من المتحف وهربها إلى الخارج. وجرف التنظيم الإرهابي مواقع أثرية مهمة، بينها مدينة النمرود (30 كلم جنوب الموصل) وتسميتها بالعربية كالخو (كالح) الآشورية التي بنيت على نهر دجلة على يد الملك الأشوري “شلمنصر الأول”، وكانت عاصمة الحكم خلال الإمبراطورية الأشورية الوسيطة.
كما تعرضت الآثار العراقية خلال الاحتلال الأمريكي عام 2003 لعملية نهب ممنهجة طالت المتاحف والمواقع الأثرية. ومؤخرا، نجح العراق باسترداد 17 ألف قطعة أثرية مؤخرا من واشنطن بينها قطعة أثرية يعود تاريخها إلى 4 آلاف عام، والتي كانت قد هربت خارج البلاد في خضم الفوضى الأمنية التي رافقت احتلال الولايات المتحدة للعراق عام 2003.
وختاما
يبدو أن التراث الحضاري سواءا في العراق أوالوطن العربي يحتاج إلى شيء آخر غير حفظ أسمائه في لائحة تراث العالمية، فهو يحتاج لحمايته من السرقة، والتدمير الممنهج من قبل جهات مختلفة من بينها دول أعضاء في منظمة اليونسكو ذاتها.
إعداد الصحفية أمل معروف

الحرف اليدوية في العراق

لم يستطيع التطور الصناعي الذي يشهده العالم وكذلك العراق -خلال النصف الثاني من القرن الماضي- القضاء على الصناعات الحرفية البدائية؛ لأسباب عديدة أهمها اعتزاز العراقيين بتراثهم الصناعي وتمسكهم به كرمز لحضارة عمقها آلاف السنين.
تتنوع صناعات العراق الشعبية ومنها:
  1- الصياغة (الذهب والفضة)
من المعروف أن العرب هم أول من اكتشف علم الكيمياء ، حيث ورد اسم الكيمياوي خالد بن زيد بن معاوية (المتوفى عام 85 هـ ) والذي قيل أنه كان أول من قام بإجراء التمارين الكيمياوية ، فهي إذن من أقدم الحرف التي مارسها أجدادنا ودرج الكثير منهم عليها حتى غدت هذه الحرفة احدى حرف العراق الشعبية المتميزة، وقد خضعت أصول هذه المهنة كغيرها إلى عامل التطور نتيجة لعمرها الطويل وانعكس هذا التطور في أسلوب صياغتها وانتشارها في مختلف المدن العراقية.
2- صناعة النسيج والحياكة :
كانت هذه الصناعة معروفة قبل الميلاد بكل تأكيد . وقد اختلف الكثير من العلماء حول موقعها الأول . غير أن اسم مدينة بغداد جاء على لسان الكثير من الرحالة الأجانب التي وطأت أقدامهم أرضها وتجولوا في أزقتها ليروا الكثير من آلات الحياكة (الجومة) اليدوية موزعة هنا وهناك.
ولا تقتصر هذه الصناعة على انتاج البسط والسجاد والاغطية فهي تنتج الثياب ايضا بمختلف اشكالها واسمائها ، عليه فهي تنتج كل ما يفرش ويلبس وما يستعمل كغطاء.
3- صناعة المنسوجات النباتية:
في مناطق العراق الجنوبية، تعتبر النخلة المصدر الرئيسي لهذه الصناعة حيث قال عنها المؤرخ سترابو انها تزود البابليين بجميع احتياجاتهم ماعدا الحبوب. وقد مارس الكثير من شعوب العالم هذه الصناعة كالرومان واليونان وهي تحتل المكانة الاولى في العراق نظرا لكثرة أعداد النخيل فيه. وتصنع منه اغطية الأواني المطبخية، المراوح اليدوية ، الزنابيل ، السلاسل ، البوراي ( جمع بارية ) ، بيوت خزن الحبوب ، وسائط النقل المائية مثل المشاحيف ، الاسرة ، الكراسي وغيرها .
اما المناطق الشمالية، فقد تم اعتماد سيقان سنابل القمح والشعير لصناعة السلال ، الحقائب ، أدوات التزيين وهي جميعا تحتاج دقة في الصنع.


4- الصناعات الفخارية:
تعود فترة صناعة الفخار إلى العصور الحجرية الحديثة فهي تمتد إلى ألاف السنين قبل الميلاد ويمكن مشاهدة أولى نماذجها في خزانات المتحف العراقي ..


5- الصناعات الخشبية :
وهي حرفة قديمة ظهرت الحاجة اليها عندما صتر استقرار الإنسان ضرورة ملحة فتطلبت حياته الجديدة أن يبني البيوت فدخل الخشب في عمل السقوف والأبواب وما إليها. وتدل التقنيات الأثرية على مهارة النجار العراقي القديم من خلال السرير الخشبي المطعم بالأحجار الثمينة من مدينة الوركاء الواقعة جنوب العراق والذي يعود تاريخيه الى عصر جمدة نصر حوالي (2500 ق . م ) والعجلة العائدة إلى عربة الملك أورناشه حوالي (2520 – 2490 ق.م) المصنوعة والمثبتة بالمسامير فهي خير دليل على تفنن أجدادنا في هذا المضمار .

 6- الصناعات الحديدية :
وهي صناعة بدائية توجد في بعض القرى ومناطق الأرياف وتشمل المناجل ، الفؤوس ، والآلات القاطعة كالسكاكين والسيوف ومستلزمات ركوب الخيل وما يستعمل للصيد كالفالة .
 7-الصناعات الجلدية :
لقد جاء ذكر هذه الصناعة على لسان الرحالة الهولندي ( نيجهولت ) الذي زار مدينة بغداد قبل أكثر من قرن حيث قال أن فيها محال يمارس أصحابها صناعة الأحذية والأحزمة وأغماد السيوف والخناجر ومعدات الخيول وغير ذلك، أما الآن فقد تقلصت هذه الأنواع من الصناعة بسبب ظهور الآلة الحديثة .
8- الصناعات النحاسية :
تشير التقنيات الأثرية إلى أن هذه الصناعة كانت موجودة منذ العصور البابلية والآشورية حيث عثر على أوان نحاسية كما ازدهرت هذه الصناعة في القرن الثالث عشر الميلادي في مدينة الموصل بسبب وجود الخامات في منطقة الخابور وتشجيع أسرة زنكي التي حكمت الموصل لها.
9- صناعة القرميد ( الكاشي):
من الصناعات العراقية القديمة ازدهرت في الفترة العباسية وانتشرت فوصلت إلى إيران وبلدان شمال افريقيا وظلت محافظة على أسسها وقواعدها في كل من مدينتي كربلاء والكاظمية حتى الآن .
وهناك صناعات أخرى صغيرة مثل صناعة الحجريات في قرية سكينيا العليا من قضاء سنجار وهي تستخدم للزينة فتنتج أشكال دلال القهوة والشاي وملحقاتها. كما تنفرد مدينة البصرة بإنتاج نوع خاص من الزوارق التي تستخدم في مناطق الأهوار ذات الأسماء العديدة كالمشحوف والطراد وغيرها. كما اشتهرت مدينة كربلاء بالنقش على الخشب ( طبعات ) واستعمالها في عملية طبع الأقمشة وغيرها .

إعداد الصحفية أمل معروف

القطاع الحرفي اللّبناني والأزمة الاقتصادية – المالية


عام 2015، قدّرت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعيّة (يونيدو) صادرات القطاع الحرفي في لبنان بنحو 464 مليون دولار، أي ما يعادل 18% من إجمالي الصادرات، وأن الصناعات الثقافيّة والإبداعية تساهم بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتوظّف نحو 4.5% من اليد العاملة الوطنيّة.
وتتألّف صادرات الصناعة الإبداعية، بشكل أساسي، من المجوهرات (67%)، والكتب المطبوعة (12%)، والصابون (3%)، والأثاث (3%) وغيرها، وقد شهد هذا القطاع منذ عام 2011 معدّل نموّ سنوي بنسبة 13 في المئة.
كانت هذه هي الحال رغم المشكلات التي تعتري القطاع، وأهمّها غياب السياسات الحمائيّة. إذ إن قانون الجمارك يعفي 85% من المنتجات المستوردة من الرسوم الجمركية، أو يُخضعها لرسوم لا تزيد نسبتها على 5%، ما يعرّض القطاع لمنافسة شديدة من السلع المستوردة التي تُباع بسعر أقل بكثير.
اليوم، يُعدّ القطاع الحرفي اللّبناني بين الأكثر تضرّراً من الأزمة الاقتصادية – المالية، وفق مؤتمر «قطاع الحرف في لبنان: دراسة معمّقة ورؤية استراتيجيّة» الذي عقدته جمعية «نحن»، في 18 الشهر الجاري. فإلى المشكلات البنيوية التي يعاني منها قانونياً ونقابياً وتنظيمياً، فقد بفعل انهيار اللّيرة جزءاً كبيراً من المقوّمات التي كان يتّكئ عليها للاستمرار، مع ارتفاع كلفة المواد الأوليّة التي تدخل في عملية الإنتاج. إلّا أنّه رغم ذلك، يمتلك مقوّمات يمكن أن تجعله أحد المساهمين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظروف تحديداً، وما يمكن أن يوفّره من موارد ماليّة في حال تطويره وتمتّعه بالدّعم والحماية.
ورغم أن القيمة الاقتصادية للقطاع قُدّرت عام 2019 بنحو 28.5 مليار ليرة، وبلغ حجم إيراداته في العام نفسه نحو 18.5 مليار ليرة، تشكّل صناعة المجوهرات 67% من صادرات الصناعة الحرفية الإبداعية
ويوجد «نقابة الحرفيّين اللبنانيّين» التي تضم 230 عضواً وتعمل كهيئة تمثيليّة للدفاع عن حقوق الحرفيّين، إلّا أن «معظم أعضائها تركوا قطاع الحرف واعتمدوا مصدراً آخر للدخل». ودفع ذلك بالبعض إلى إنشاء نقابة بديلة هي «نقابة الحرفيّين» وتضمّ حوالى 120 حرفياً.
وقدّمت الباحثتان غنى طبش وساندرا غصن ورقة بعنوان «إظهار القيمة الاقتصادية للقطاع الحرفي في لبنان» مسحاً شاملاً لسوق الحرفيّين، أظهر أن 65% من الحرفيّين لا يصدّرون بضائعهم، وأن 18% كانوا يصدّرونها في السنوات السابقة، فيما 17% فقط لا يزالون قادرين على تصديرها. وعزت الورقة ذلك إلى غياب سياسة رسمية لحماية الإنتاج والكلفة الباهظة للمواد الأولية والمعدات اللازمة لبعض الأنشطة الحرفية. كما أشارت الباحثتان إلى أن أكثر من 50% من الحرفيّين لا يعلّمون حرفتهم لأي شخص آخر، «وهي إشارة مقلقة إلى زوال الحرفة مستقبلاً». والسبب الرئيسي في ذلك «أن معظم الحرفيّين يعملون لحسابهم الخاص، وهذه الحرف مصدر رزقهم الوحيد، لذلك يتفادون نقل المعرفة إلى الآخرين خوفاً من منافسة محتملة».
وشملت التوصيات ضرورة تأمين انتساب الحرفيّين إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الاختياري، والسعي إلى إيجاد أسواق خارج لبنان لتوسيع نطاق تصريف الحرف والمنتجات المحليّة في الأسواق العالمية عبر عقد اتفاقيات تجارية من شأنها أن تؤمّن استيراد المواد الأولية بأسعار معقولة. وعلى المستوى المحلي، السعي إلى تنظيم معارض خاصة بالحرفيّين لا ترتّب عليهم تكاليف باهظة ضمن أنشطة تابعة لوزارة السياحة أو وزارة الثقافة. وأخيراً، تأمين البطاقة التموينية لكلّ حرفي منتسب للنقابة.
وأظهر مسح «إظهار القيمة الاقتصادية للقطاع الحرفي في لبنان» للباحثتين غنى طبش وساندرا غصن وجود نسبة عالية من الحرفيّين في جبل لبنان (23%)، يليه لبنان الشمالي (21%)، فعكار (17%) ولبنان الجنوبي (15%) والبقاع (14%). كما تبيّن أن غالبية (89%) الحرفيين مستقلون يعملون لحسابهم الخاص، وأن 37% منهم يعملون في المنسوجات، يليه قطاع الخشب (24%)، فالعمالة اليدوية (20%) والأشغال الإبداعية (15%) وأخيراً الذهب والمجوهرات (3%). ويعمل 10% من الحرفيين مع جمعيات، و0.5% في تعاونيات، و0.5% مع منظمات غير حكومية، و0.2% ضمن مبادرات متكاملة.
ووفق المسح، ينتج 74% من الحرفيين أقل من 30 قطعة في الشهر. ويسجّل حرفيّو المنسوجات الإنتاج الأعلى (3895 قطعة شهرياً)، يليهم حرفيّو العمالة اليدوية (3745 وحدة) ثم حرفيّو الخشب (3255 وحدة) فالأشغال الإبداعية (1960 وحدة). ويسجّل حرفيّو الذهب والمجوهرات الكمية الأقل من الإنتاج (665 وحدة شهرياً).
صحافة

الاردن .. حرف تقليدية ومواقع أثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو

مرت ممالك عربية عديدة في تاريخ الأردن فأغنت تراثه ونوعته. فقد شهد الأردن في تاريخه دولة العمونيين مثلا والتي كانت ربة عمون عاصمتهم ، ودولة المؤابيين في مأدبا والكرك ودولة الأدوميين ومركزها في الطفيلة ، ودولة الأنباط والتي من أهم آثارها البتراء والمصنفة ضمن أهم المواقع الأثرية في العالم .
فالبتراء مدينة أثرية وتاريخية تشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخر، ونظام قنوات المياه القديمة. سُميت أيضا بـ “المدينة الوردية” نسبة لألوان صخورها الملتوية، وبسبب ما تتميز به البتراء يتوجه جزء كبير من جهود اليونسكو في ميدان التراث العالمي إلى حماية هذا الموقع الفريد.
وفي الأردن أيضا قُصر عمرة وهو قصر شيد في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن الميلادي، وكان يستعمل كحصن وكمسكن للخلفاء الأمويين، من أبرز معالم هذا القصر الصغير الجميل قاعة الاستقبال والحمام، وهما مزينان بشكل كثيف بالرسوم التعبيرية.
أما مدينة أم الرصاص فهي مدينة تاريخية تعود إلى العصر الأموي، وقد بدأت كمعسكر حربي روماني وتطورت حتى أصبحت مدينة في العهد البيزنطي. يوجد في المدينة آثارا لستة عشر كنيسة بعضها لا يزال يحتفظ بأرضيات جيدة من الفسيفساء، وقد تم توطيد أركان البرج الناسك بدعم من صندوق اليونسكو للتراث العالمي.
ولا ننسى موقع المغطس (وفقا للديانة المسيحية) هو المكان الذي تعمد به السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان. وقد وافقت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في الثالث من تموز 2015 على إدراج هذا الموقع الثقافي على قائمة التراث العالمي تحت مسمى “موقع المعمودية “بيت عنيا عبر الأردن”.
وعن الصناعات التقليدية والحرفية في الأردن، فهناك الكثير من الحرف التقليدية المنتشرة في الاردن في مقدمتها حرفة النساجين والتي تعتبر من اقدم المهن في العالم. وقد تميزت هذه الحرفة منطقة البلقاء في الأردن بغزل الصوف وكذلك في قرية باعون من قرى عجلون وفي منطقة الكرك حيث تقوم تمتهنه النساء الأردنيات غالبا.


وهناك حرفة صناعة “الحصر”. فقد مارس الانسان هذا النمط من الحرف اليدوية قديما فكان يبني كوخه من عيدان الشجر و أوانيه من عيدان النباتات المختلفة مثل القمح والقصب والخيزران ، وقد وُجد صنف من الحصر يسمى الكركر او الكركي ويصنع من نباتات الحلفا التي تشد الى بعضها بخيوط الكتان ، وتصبغ بألوان مختلفة ، وكانت حصر الكرك مميزة جدا في بلدان المشرق والمغرب.
وتعرف أيضا حرفة “البُسط” في بلاد الشام عموما. فهي من اقدم البلدان التي انتجت البسط والسجاد وكان الانسان القديم قبل اكتشاف النول يربط الخيوط على شجرة، ويجعل في أسفل الخيوط ثقلاً للمحافظة على استقامتها. وقد تطورت هذه الصناعة بعد اكتشاف النول فتعززت مكانتها وزاد جمال تصنيعها لتصبح أشبه بلوحات فنية رائعة التصاميم والألوان.


ومن ضمن الحرف التقليدية المعروفة في الأردن صناعة السيوف والاسلحة التقليدية، حيث اشتهرت هذه الصناعة في منطقة الكرك وفي مؤتة التي اشتهرت سيوفها ( المشرفية ) نسبة الى اشراف مؤتة على بلاد الشام، ولا تزال هذه الصناعة قائمة حتى الآن حيث تزين السيوف والخناجر بالزخارف الغائرة والبارزة ، ولا زالت هذه الحرفة موجودة وتتطور.
هذه بعض من مواقع الاردن الاثرية و بعض من صناعاتها التقليدية فالاردن غني بتراثه و لا يمكن لمقال واحد ان يحيط بما يمتلكه هذا البلد.

إعداد: الصحفية أمل معروف

اليمن.. متحف مفتوح وتراث شعبي باذخ الجمال


يعد اليمن متحفا مفتوحا، اذ يمتلك مخزوناً هائلاً ، ثرياً ومتنوعاً من كنوز التراث الثقافي الإنساني في كل أشكال التراث المادي واللامادي ، وما دخول بعض المدن اليمنية مثل “شبام ، صنعاء ، وزبيد” في قائمة “اليونيسكو” للتراث العالمي الإنساني ، إضافة إلى قيام منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم “الإيسيسكو” في حزيران الماضي بضم “أرخبيل سقطرى، وقلعة صيرة بعدن ، والغناء الصنعاني، ونخيل التمر، والمعارف والمهارات والتقاليد والممارسات” ،على قائمة التراث فى العالم الإسلامى، إلا دلالة على التنوع الذي تتميز به اليمن كموقع جيو -استراتيجي هام.


تعتبر الصناعات التقليدية والحرفية واليدوية من أهم عناصر الجذب السياحي في اليمن إذ تنتشر فيها العديد من هذه الصناعات التقليدية المتوارثة منذ القدم ومنها (صناعة الحلي والمجوهرات والفضة التقليدية والمنسوجات اليدوية والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية والحجرية وصناعة الجنابي والقمريات).
ويزخر الموروث الشعبي اليمني بكمٍّ هائل من الحرف والمشغولات اليدوية التي لا تزال تقاوم الاندثار والنسيان، في متوالية حرفية باذخة الجمال تنتقل من جيل إلى جيل، محافِظةً على الأصول الفنية التي رُسّخت عبر تراكم طويل من الخبرات العاملة في هذا المجال.


وتعد صناعة الفضيات من أهم الصناعات الحرفية اليمنية التي اكتسبت شهرة واسعة بتصميماتها الأنيقة المتفردة، ودقة صناعتها، وتعدد فنون صياغتها، محتفظة بعطر التاريخ ورائحة الأصالة، كما تعتبر صناعة الفضيات من الصناعات الحرفية الأصيلة التي تعكس الوجه الحضاري للبلاد، وتؤكد تمسك الإنسان اليمني بجذوره العريقة.

لمسات فنية في تزيين «القفة» التونسية

كخلية نحل تعمل فتيات في ورشة «تقاليدنا» في مدينة بني خيار شرقي تونس، وتنشغل كل واحدة منهن بإعداد جزء من الزينة التي ستتم بها زخرفة «القفاف» (حقائب مصنوعة من سعف النخيل).


وفي الماضي كانت القفة تستخدم خلال التسوق لحفظ المشتريات فيها، قبل أن يتم تطويرها من قبل مختصين في الصناعات التقليدية لتصبح لها استخدامات يومية متعددة.

«تقاليدنا» علامة نحتت حروفها الشابة شيراز باديس، وهي خريجة المعهد العالي للفنون الجَميلة في مدينة نابل (شرق) حيث أبت أن تبقى معطلة عن العمل في انتظار التوظيف الحكومي بل سعت جاهدة لإنجاح مشروعها وتطويره أكثر فأكثر.

استغلت شيراز شغفها وعشقها للصناعات التقليدية الذي ورثته عن والدها منذ الصغر، فالأخير كان حرفيا، امتهن لسنوات صنع «القشابيات» و»البرنس» وهي أزياء تقليدية تونسية تحاك من الصوف وعادة ما يلبسها الرجال في فصل الشتاء.

وجراء تداعيات تفشي جائحة كورونا وما خلفه من أزمة اقتصادية بعد غلق عدة مصانع وشركات وارتفاع لنسب البطالة، اختارت شيراز التي فقدت والدها بسبب الجائحة، ألا تبقى مكتوفة الأيدي فبدأت مشوارها بمشروع صغير خاص آملة أن تترك بصمة في مجالها.

طموح لا نهاية له
التقينا شيراز في ورشتها، وقالت: «بالنسبة لي فإن البطالة مصطلح غير موجود ولا أؤمن به (..) ومن بقي معطلا عن العمل منتظرا الوظيفة فهو من أراد أن يكون كذلك في حين كان عليه أن يخلق عملا لنفسه».

وتابعت: «أنا أشجع الجميع على البحث وامتهان حرف أو مهن بسيطة وخلق موطن شغل لأنفسهم وعدم البقاء هكذا (عاطلين)».

وأضافت أن «قطاع الصناعات التقليدية مجال رحبٌ يتسع للجميع وفي إمكان أي شاب أن يبدع ويخلق تصاميم جديدة ويترك لمساته الخاصة».

وزادت قائلةً: «أردت أن يكون لي مشروعي الخاص أترك فيه بصمتي (..) أردت حرفة تمثلني وتكون قريبة من تصوراتي وهواياتي ومن هنا بدأت الرحلة».

وأردف: «كانت البداية مع والدي حينها كنت طفلة صغيرة، فغرس في حب الصناعة التقليدية خاصة وأنه امتهن صنع القشابية والبرنس، إلا أن ذلك كان عملا موسميا مقتصرا على فصل واحد (الشتاء) فرغبت في تطوير عملي أكثر وكانت البداية بتزويق القفاف».

وشرعت شيراز رفقة أختها منذ قرابة سنتين، في تزيين أولى تلك القفاف وإحيائها من جديد عبر أشكال وألوان رغبةً منها في الحفاظ على التقاليد ومسايرة العصر بشكل متزامن. ولم تتصور الحرفية الشابة حين بدأت هذا العمل أن ينال إعجاب الزبائن لتصبح محل طلب عدة فتيات ونساء.

وتقول شيراز بهذا الخصوص : «أمضي يوما كاملا في اختيار الألوان والتصاميم التي تتماشى مع كل حقيبة أو قُفّة، وقد يتطلب منهي إنجاز واحدة فقط أياما حتى أخلص إلى نموذج متقن يرضي ذوقي وذوق زبائني».
وتابعت: «هناك اليوم عودة وإقبال كبير على الصناعات والمنتجات التقليدية دون اقتصار على عمر أو فئة معينة فالكل اليوم أصبح يختار أزياء واكسسوارات تقليدية تجعله متشبثا أكثر بتراثه وتاريخه ومتماشيا مع عصره في آن واحد».
وزادت: «أصبح التونسي اليوم مهتما بمثل هذه التفاصيل وأصبحت المنتجات التقليدية مثل القفة مستخدمة بشكل يومي، إذ لم تعد مخصصة فقط لوضع المقتنيات مثلما كان دورها سابقا.»

لمسات خاصة
وعن مراحل عملها تقول: «أقتني القفاف أولا ومن ثم ألقي نظرة عليها وأختار ما يتناسب مع طلب كل زبونة من تصميم وتزويق، فتجدني أحيانا أستوحي عملي من لوحات فنية كنت شاهدتها سابقا».

وتعمل مع شيراز في الورشة 4 فتيات، تختص كل واحدة منهن في إعداد جزء من زينة الحقائب، بدءا من تحضير خيوط الصوف لتصبح على شكل زهرات أو إعداد صدفات وإلصاقها في المكان المخصص لها في الحقيبة.

كما تقوم الفتيات أيضا بطلاء يد الحقيبة أو حزامها اللوحي وشد بطانها حتى يسهل فيما بعد حفظ كل المستلزمات، وخياطة جزئيات الزينة في شكل متناسق مع بعضها البعض لتصبح جاهزة للعرض والبيع.

التقليد.. أبرز التحديات
وتطرقت شيراز إلى العقبات التي تعترض مهنتها، واعتبرتها تتمثل أساسا في مسألة «التقليد» وأردفت: «العديد من الأشخاص يسعون إلى تقليد ما أقوم به وأنجزه من تصاميم وعرضها على وسائل التواصل لبيعها وكأنها إبداع خاص بهم».

ولفتت أن «البعض الآخر يقوم بسرقة صور تصاميمها وعرضها في صفحات خاصة بهم وفي ذلك مغالطة للمحترفين».

وشددت في هذا الخصوص على «ضرورة الاجتهاد والإبداع بدل تقليد وسرقة جهد الآخر بأبسط الوسائل».

الجزائر .. تنوع في الحرف القديمة والصناعات التقليدية

تتميز الجزائر باتساع مساحة أراضيها على الرغم من أنّ أغلبها مناطق صحراويةٌ قاحلةٌ، ممّا أكسبها تنوعاً سكانيّاً كبيراً وهذا التنوّع والاختلاف انعكس على القطاعات الاقتصادية خاصّةً فيما يتعلق بالحِرَف القديمة والصناعات التقليدية فسكان المناطق الساحلية اشتهروا بصناعاتٍ تختلف عن صناعات أهل الواحات أو الصحراء فلكلّ بيئةٍ مستلزماتها الحياتية.


يرجع تاريخ الصناعات التقليدية في الجزائر إلى العصور القديمة أي إلى العصور البدائيّة الأولى، حيث سكن الإنسان الكهوف والمُغر وكان يعيش حياةً بسيطةً يعتمد فيها على الطبيعة اعتماداً كليّاً في مأكله ومشربه، حيث وُجدت آثارٌ في الجنوب الجزائريّ في منطقةٍ تدعى (الهوقار) تدلّ على أنّ سكان هذه المناطق استخدموا الطين والفخار لصنع أدواتهم المنزليّة، وما زالت بعض القبائل التي تسكن الأرياف في تلك المناطق تحتفظ ببعض هذه الأدوات وتصنعها وتستعملها، مثل: صناعة وعاءٍ كبيرٍ من الطين يثبّت في إحدى واجهات البيت يستخدم لحفظ الحبوب التي يتمّ تخزينها لفصل الشتاء.

الصناعات التقليديّة هي الأشغال اليدويّة التي يتمّ عملها في المنازل، وغالباً ما تقوم بها النساء، مثل: الأواني الفخارية، والمنسوجات القطنية، والأثاث المنزليّ المزخرف، كزخرفة الأواني النحاسية، والمجوهرات الفضيّة، والألبسة التقليديّة خاصّةً الزرابي، ويعتبر سكان الأرياف من أكثر فئات المجتمع محافظةً على هذه الموروثات، وما زالت بعض الأسر تصنعها وتعرضها للبيع خاصّةً في المناطق التي يرتادها السيّاح؛ فهذه الصناعات تُعبّر عن تاريخ الأمة الجزائرية.

من أهم الصناعات التقليدية في الجزائر الأواني الفخارية والطينية وتعتبر صناعة الأدوات المنزلية الخاصّة بالأكل والشرب من أقدم الصناعات التي مارسها الشعب الجزائريّ؛ حيث يُحضرون الطين الصلصاليّ من الأودية ويعجنونه بشكلٍ جيدٍ حتّى تتماسك العجينة فيصنعون منها الأواني المطلوبة، وتبدأ عملية زخرفتها، ثمّ يضعونها في فرنٍ ذي حرارةٍ عاليةٍ من أجل أن تكتسب الصلابة المطلوبة، ثمّ تصبغ بألوانٍ طبيعيةٍ جميلةٍ لتصبح بعدها صالحةً للاستعمال.

ومن الصناعات التقليدية الحليّ والمجوهرات والتي تشتهر بها بعض مناطق الجزائر دون غيرها، وأكثر المناطق شهرةً بها هي القسطنطينة، والأوراس، والهقار، وأكثرها شهرةً الحليّ الأوراسيّ الذي يُصنع من الفضة، وتخلو هذه الحليّ من الألوان بينما الحليّ التي تُصنع في مناطق القبائل فإنّها تتميّز بألوانها المتنوعة الجميلة حيث تُضاف قطعٌ زجاجيةُ ملونةٌ إلى قطع الفضة.

ومن الصناعات الزرابيّ وهي من أقدم الصناعات الصوفية في الجزائر، وتستخدم في الفراش والخيام، وتميزت بصناعتها منطقة جبل عمور، وتدعى زرابي الهضاب إذ تُنسب للمكان وأغلب سكان هذه المناطق من مربيّ المواشي فتوفّر مادة الصوف ساعد على انتشار هذه الصناعة. الصناعات الغذائية: تنتشر بين الأسر الريفية صناعاتٌ غذائيةٌ تعتمد على منتجاتٍ محليةٍ مثل: المربيات بأنواعها.


إعداد: MR

الإمارات.. نهضة حضارية تنهل من تراث عريق

بقي صدى المقولة الشهيرة للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الامارات: «من ليس له ماضٍ، لا حاضر له ولا مستقبل»، يتردد في جميع مراحل تأسيس دولة الإمارات، ومثلما اهتمت الدولة منذ تأسيسها في عام 1971، ببناء الحاضر ورسم المستقبل، التفتت إلى الماضي، وإلى التراث العريق، حيث أولته، في ظل الاتحاد ومؤسساته ومبادراته ومشاريعه الفكرية، كل التقدير والاهتمام.


ينعكس التراث الإماراتي في كافة التقاليد الموروثة الخاصة بنمط الحياة الاجتماعية، وثقافة الطعام، والزواج، والطقوس الدينية، والحرف اليدوية، والفنون الشعبية، ومرافقها المتعددة التي تجسد تاريخ المنطقة مثل القلاع، والحصون، والمساجد، ومرافئ الصيد، وأسواق السمك، وأرصفة بناء القوارب، ومراكز تدريب الصقور، وأسواق الذهب، وأسواق البهار، وغيرها.


التراث الإماراتي يتمثل في العادات و التقاليد و هي تنتقل من جيل إلى آخر، و ترتكز بشكل أساسي على الأخلاق الإسلامية و العادات العربية الأصلية.
يتمثل تراث الإمارات في كافة ما تركته الأجيال السابقة للأجيال القادمة من عادات وتقاليد وأسلوب الحياة فضلاً عن الحرف والصناعات والفنون وكذلك الألعاب واللباس التقليدي وطريقة العمارة بالغضافة للاماكن الأثرية والعامة بالدولة وغيرها من مصادر التراث.

ونجحت الإمارات، بفضل مؤسساتها ومبادراتها الاتحادية الثرية، في تسجيل مجموعة كبيرة من العناصر التراثية والمواقع التاريخية، والتي تعتبر من ركائز التراث الوطني الإماراتي، ففي التراث المادي تبرز:

مدينة العين التي تحتضن بعض المواقع المهمة المدرجة على قوائم اليونسكو لمواقع التراث العالمي، بما في ذلك واحاتها الستة والمواقع الأثرية في هيلي وجبل حفيت وبدع بنت سعود. ومن مفردات التراث غير المادي تبرز:

الصقارة، السدو، التغرودة، العيالة، العازي، الرزفة، القهوة العربية، مجلس الضيافة، والنخلة والأفلاج وسباق الهجن، لتدرج منظمة اليونيسكو مدينة العين بمواقعها الأثرية في يونيو من عام 2011، كأول موقع إماراتي على قائمة التراث المادي، اضافة تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في نوفمبر من عام 2010، وتسجيل «السدو: مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات» في نوفمبر 2011 .


وأدرجت منظمة اليونيسكو «التغرودة – الشعر البدوي التقليدي المُغنى على ظهور الإبل»، وفن «العيالة» في نوفمبر 2014، وأدرجت المنظمة «التغرودة – الشعر البدوي التقليدي المُغنى على ظهور الإبل»، في ديسمبر من عام 2012، كتراث إنساني حي، إضافة إلى العازي والنخلة والأفلاج وسباق الهجن.

وتعد الإمارات في طليعة الدول من حيث الاهتمام بالحرف والصناعات التقليدية الشعبية إذ أمكن إحصاء أكثر من 30 حرفة شعبية يدوية مازالت تمارس داخل مجتمع دولة الإمارات.


ومن أهم الصناعات والحرف التقليدية، تجريد أو سحل الخوص، وصناعة السيوف والخناجر، والأكل الشعبي، وعمل الوسم والتلي، وعمل الحبال ويسمى قلد الحبال، وغزل الصوف وقرض البراقع والنجارة وعمل اليازرة والحدادة والجص ودق وطحن الحبوب والحناء والأشرعة وصناعة القراقير والسفافة وصناعة السفن والطواشة والزراعة والعطور وصناعة المنابر والدخون والخياطة والسدو وصناعة الحلوى وخض اللبن وعمل الدبس والتجارة وغيرها من الصناعات التقليدية العريقة في المجتمع.


بقلم: ME